كمال الشارني
قرأت اليوم أن “حراسا عشوائيين” في نهج كندا بالعاصمة أحدثوا أضرارا في سيارة سيدة رفضت أن تدفع لهم، ولكم أن تتخيلوا حجم الشجاعة التي يحتاجها الإنسان هذه الأيام في بر تونس لكي يتمسك بحقه في هذا الوطن المستباح ويواجه هؤلاء الوحوش المسلحين بالعصي المهددة في غياب الدولة، ومنذ بضعة أشهر أردت إيقاف سيارتي “في إطار القانون” في أول نهج الجزيرة قريبا من خمسة ضباط شرطة، توجهت إلى آلة تذاكر الوقوف، فجاءني أحدهم وقال لي بسخرية “عمي الراجل كسرناها”، طالبا الدينار المقدس، وقبل ذلك هددني أحد هؤلاء بساطور في أحد الأنهج المتفرعة من شارع فرنسا بسبب دينار، وكلما رأيت أحد هؤلاء الحراس، تذكرت أب عائلة طعنوه بسكين أمام زوجته وأبنائه لأنه رفض أن يدفع لهم وهددهم بالشرطة، “توه ينفعك الحاكم !”.
وأنا أمر كل يوم أمام محل خدمات لا تتجاوز مساحته عشرة أمتار مربعة لكنه يفتك أكثر من 500 متر مربع من الرصيف والطريق العام في المنطقة الزرقاء التي رسمتها البلدية وحددت فيها أماكن الوقوف بمقابل ويضع فها كراسي مكسرة وسطلا وحبلا، وهذا ليس غريبا طبعا، الغريب أن جماعة شنغال البلدية يمرون أمامه كل يوم مرارا بحثا عن سيارات لم تدفع، وأحيانا يحيونه ويتبادلون معه النكات.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.