بنڤردان: أَيُّهَا “الشاهد” ألا تسمع؟!
قدَّمت بنڤردان ذات 7 مارس 2016 أرواح أبنائها ودماءهم رخيصة ليحي الوطن. اختلطت دماء الأمنيين والعسكريين والمدنيين لتسطر أسطورة في البطولة والفداء انكسرت عليها أكاذيب ما يصنع العابثون بهذه الأمة في أكثر من قطر. بنڤردان لقنتهم درسا لا يُنسى وأظهرت للعالم أن الإرهاب صناعة تنكسر أمام إرادة الحياة، أمام إرادة الشعوب، أمام القدر الهادر. بنڤردان: “بلادي ڤبل أكبادي” على حد قول المبروك الموفق والد الشهيدة سارة كانت للوطن سورا عاليا كانت حصنا منيعا وقدمت دروسا بليغة في أكثر من اتجاه وَعَاها من وعاها وجهلها آخرون.
بيت القصيد هنا أن الدرس الأول كان حتف المعتدين فكانت بنڤردان لهم مقبرة.
أما الدرس الثاني فكان للتونسيين جميعا أن إرادة الشعوب لا تُقهر متى صدق العزم منها وأخلصت النيات.
أما الدرس الثالث فكان للحكومة أنْ أفيقي أنّ هناك على الحدود القصيّة شعبا يستحق الحياة ولولا دماؤه الزكية وأرواحه الطاهرة لاستحال الوطن خرابا. لكن هذا الدرس لم يُفهم مليا من ساكنَيْ قرطاج والقصبة فلم يُعيرا بنڤردان وأخواتها اهتماما يُذكر وبقي الداخل يُعاني التهميش والبطالة ويصارع الموت وحيدا. حتى حلّت الذكرى الأولى فظن ساكن القصبة أن تكبّده عناء السفر إلى بلاد الخشايش يكفي ليحيي الذكرى ثم يعود فكان أن احتفى به شباب الأرض الطيبة خير احتفاء فانقطع البث التلفزي بسبب “عطل فني” في الصوت وما علم أصحاب العادة البنفسجية أن صوت الأحرار عالٍ وإن حاولوا كتمانه فقد تناهى إلى صاحب الفخامة والسيادة عساه يفهم الدرس ولا تعود الذكرى الثانية إلا وبنڤردان وأخواتها أفضل حالا.
ألا هل سمعت أيها الشاهد ألا هل وعيْت؟!
حفظ الله تونس ورحم الله شهداءها ولا نامت أعين الجبناء.