عزيز كداشي
قضية ماريا كاري هي قضية تبارك الله جمعت تقريبا اغلب اصناف الاجرام من السرقة الى التحيل الى التدليس الى استغلال صفة موظف عمومي لاستخلاص فائدة لا وجه له لنفسه أو لغيره الى الرشوة الى التهرب الضريبي الى الإضرار بالإدارة واستغلال النفوذ وتحقيق فائدة غير قانونية.. واشتركت فيها عدة وزارات ومسؤولين من أعلى هرم في الدولة بدءا بالرئيس المخلوع الى زوجته وعماد الطرابلسي شقيقها الى وزارة الثقافة فوزارة المالية فصندوق التضامن ثم وزارة السياحة ووزارة التجهيز…
قضية نظر فيها القضاء بدرجاته وعدة قضاة برتبهم واصنافهم المختلفة واصدرت الدائرة الجنائية الرابعة بالمحكمة الابتدائية في العاصمة تونس بالحبس ست سنوات ضد الرئيس المخلوع و11 عاما بحق صهره عماد الطرابلسي وست سنوات لثلاثة مسؤولين سابقين وهم كمال الحاج ساسي مدير صندوق التضامن الوطني، والتيجاني الحداد وزير السياحة، وسميرة خياش وزيرة التجهيز…
هذه الجرائم لا شك فيها وفي عفن مقترفيها… خاصة وقد وجدت اليوم بعد صدور الحكم من يسترها في بياناته بغطاء التوظيف السياسي ومن يساند مرتكبيها بحجة الكفاءة ومن يتطاول على القضاء بتعلة المصالحة الشاملة من الأحزاب العصرية المدنية الانقلابية ومثقفي البراميل والاحذية العسكرية وخبراء التجربة الروندية ومنظمات الدفاع عن التماسيح التونسية…