تدوينات تونسية

براءة لمخلوع مصر ! لكن من قتل الشهداء ؟

القاضي أحمد الرحموني
رئيس المرصد التونسي لاستقلال القضاء

ربما انشغل التونسيون بشؤونهم ومعاشهم عن حدث كبير ما زال يهز الشقيقة مصر وما كان ليخفى من بين الاخبار المثيرة التي ترد علينا من هناك: محكمة النقض المصرية برأت في حكم صادر يوم الخميس الفارط الرئيس السابق محمد حسني مبارك من تهم قتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير 2011 ! (وهي فعليا ومنذ انقلاب السيسي اصبحت من الماضي).

وتضيف المعلومات المؤكدة ان هذا الحكم يكتسي صبغة باتة ولا يقبل اي وجه من وجوه الطعن.

ورغم ان مبارك -الذي يبلغ في ماي القادم 89 سنة- قد تمت تبرئته فيما يعرف “بمحاكمة القرن” فانه يبقى مع ذلك متهما رئيسيا في قضية الكسب غير المشروع الى جانب قضية “القصور الرئاسية” التي ادين فيها بثلاث سنوات سجنا وتتعلق بتحويل أموال من مخصصات القصور الرئاسية خلال فترة حكمه إلى منازل ومكاتب مملوكة له ولابنيه ! لكن الامر قد آل في الاخير الى براءة “مخلوع مصر” من دم الشهداء ! ولم تقتنع المحكمة بأن الرئيس الأسبق هو صاحب المصلحة الأولى والأخيرة في قتل المتظاهرين للحفاظ على كرسي الرئاسة!

بعض النخبة “فرحت” بالحكم وآخرون (من بين رجال القانون) بحثوا امكانية ترشحه للانتخابات في سنتي 2018 و2019 وكذلك امكانية التعويض له عن فترة الايقاف التي قضاها على ذمة تلك القضية…الخ!

ومهما كان هل مازلنا نحن بعيدين عن ذلك في حالة “مخلوع تونس”؟! ربما الى حين.

تبرئة مبارك من تهمة قتل المتظاهرين (960 الى نهاية 2011) تعني “شرعنة قتلهم”! (عزمي بشارة) وهو ما اثار سخرية مرة حتى ان بعضهم دعا الى إقامة حفل تكريم لمبارك مع تحية قضائهم الشامخ !” (علاء الاسواني).

هل “صحيح ان لهم البراءة وللشعب الموت “؟! وهل يمكن ان نحكم بالبراءة دون ان نعرف “من قتل المتظاهرين.. من قتل الشهداء ؟!”

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock