عندي 20 سنه نحلم بحكومة تمنع توريد السلع “الكاملوت” الصينية التي تغزو أسواقنا… حكومة تمنع منعا قطعيا بيع المنتوج الغير تونسي داخل أسواق المدينة العتيقة ليصبح ذلك الفضاء محركا لانتاج الحرفيين التونسيين ولتصبح لهذه المنتجات علامة تجارية خاصة بها يقع التسويق لها عند التونسيين والسواح الأجانب.
الحرف الصغرى والمتوسطة هي المحرك الرئيسي لاقتصاد الدول والمستهلك الأكبر لليد العاملة وقد وقع القضاء عليها شبه كليا بسبب التوريد المتوحش للسلع الصينية… تونس ستصبح بخير عندما يدرك أصحاب القرار بأنهم يجب أن يعملوا على تحويل ذلك العامل اليومي المنتصب على الرصيف يبيع جوارب مستوردة سيئة الصنع وقبيحة المنظر الى حرفي يصنع جوارب تونسية جميلة ومبتكرة في مصنع صغير او حتى داخل بيته… هذا الانتقال من مجتمع مستهلك لقاذورات الغير الى مجتمع منتج ليس بالصعوبة التي يتصورها البعض ولكنها تستوجب إرادة سياسية واعية… لسوء الحظ يبدو أن هذه الإرادة على العكس تماما نتوجه الى إضافة السلع التركية للسلع الصينية.