في إطار الحديث عن عمليات التحيل سأحدثكم عن أكبر عملية تحيل قمت بيها في حياتي هههه
في سنة 2004 كانت كل أفراد عائلتي ممنوعة من جواز السفر بإستثناء أخي الأصغر الذي غادر البلاد للعلاج بعد تعرضه لحادث مرور مشبوه جدا وسرقة ملفه الطبي ثلاث مرات ورغم تحرك الجمعيات والقضايا التي رفعناها وحكمت لصالحنا فإن نظام المخلوع رفض تمتيعنا بجوازات السفر…
إذا كيف وصلت أنا لباريس؟؟؟ أغلبكم يتفكر في سنة 2003 و 2004 الموجة السلفية التي إجتاحت البلاد وخطوط التسفير لسوريا التي ظهرت آنذاك للجهاد في العراق طبعا بالتنسيق بين المخابرات التونسية والسورية ولعلكم تتذكرون خطب القعقاع الشاحنة وقتها ضد الشيطان الأكبر… طبعا نظام المخلوع كان المستفيد رقم واحد منها حيث أنه من جهة سيتخلص من شباب الصحوة المنتشر ومن جهة أخرى سيزيده دعما غربيا لضرب الإسلاميين بعد أن يبين علاقتهم بالقاعدة والإرهاب خاصة أبناء القيادات النهضاوية…
بدون إطالة أنا تحصلت على جواز سفري وغادرت تونس بسهولة لأن الداخلية كانت عندها معلومة مؤكدة أنني سأنتقل من فرنسا إلى سوريا وبعدها العراق…
ربما أصدقائي المقربين جدا مني يتذكرون جيدا تلك الفترة وشعار “بوش بوش يا جبان نحن جند طالبان” الذي رفعته في الجامعة إسبوعين فقط قبل حصولي على جواز السفر… ملخر النظام كان يظن أنه سيتخلص مني ويورط والدي ولكنني تحيلت عليه وكانت صدمته كبيرة حين علم بعدها بأشهر أنني الشخص الذي يقوم بنشر مقالات باسماء مستعارة على موقع تونسنيوز وأنا هو الشخص المكنى “أنتيبنعلي” في البالتولك وفيما بعد إكتشف أنني أيضا المشرف على نشرية أخبار الجامعة وأنني أصبحت سندا لوالدي بالخارج وأثرث قضيته من جديد وأنني عندما طلبت اللجوء ركزت في كل الإستجوابات التي قمت بها بالخارجية الفرنسية على كشف مخطط المخابرات التونسية وتورطها بدفعنا للإلتحاق بالقاعدة فأنقلب السحر على الساحر…
المشكلة الوحيدة التي أعترضتني أنه عندما دخلت فرنسا وجدت حركة النهضة على علم بانني جهادي مما صعب علي أمورا كثيرة ههههه ودفعني للإلتحاق بالمؤتمر عوض النهضة…
في الحلقة القادمة من سلسلة التحيل الحلال إعتراف لأول أنشره مصحوبا بالإعتذار لضحاياه…