تونس اليوم على “كف عفريت”. الفساد من أمامها والارهاب من ورائها.
وضع إجتماعي قابل للانفجار في أي لحظة. حزب حاكم دون مبادئ ولا قيم. تشظى عند أول اختبار ومازال يتشظى. فضائحه تزكم الأنوف. خلطة عجيبة بين النظام القديم واليساريين وحفنة من الانتهازيين والفاسدين.
حزب ثاني يعيش تحت هاجس الخوف والفزع من إعادته للسجون والمنافي. تكرهه غالب النخبة واتحاد الشغل واتحاد الأعراف والامارات وفرنسا ومن يدور في فلكها.
اتحاد الشغل اخر همه مصلحة البلاد تخصص بعد الثورة في تدمير الثروة الوطنية وتعطيل ماكينة الإنتاج (ثلاثون ألف اضراب) مع غلق العديد من المؤسسات بدافع إيديولوجي زمن الترويكا.
رجال أعمال تربى غالبهم داخل منظومة الفساد وسرقة الدولة. الوطن لا يعدو أن يكون إلا بقرتهم الحلوب.
شعب تربى في ظل الديكتاتورية لم يتعود على المبادرة والفعل الذاتي بل تربى على الكسل والاتكاء على الدولة.
انهيار مريع لقيم المجتمع الأخلاقية (المرؤة. الأمانة. الاتقان. الصدق. التحابب…) وهذا نتاج سنوات السلخ القيمي والحضاري.
انتشار الرذائل والسقوط الأخلاقي (الزنا. الخمر. أطفال الشوارع. الأمهات العازبات. السرقة. الغش. الرشوة. الكذب. الزطلة…).
تعليم في أسوأ حالاته تخلى عن مهمة التربية ولم يفلح في مهمة التعليم. (مايتعلمه التلميذ من فساد في المدرسة يفوق مايتعلمه خارجها).
اعلام يسيره المال الفاسد والأجندات المشبوهة يسعى حثيثا إلى الاجهاز على ما تبقى من الأواصر الأخلاقية والاجتماعية.
تكميم لأفواه الدعاة وفتح المنابر لكل ناعق وسفيه.
لقائل أن يقول هذه الظواهر والافات قاسم مشترك بين عموم المجتمعات العربية لكن المتاح اليوم لشعبنا كي يحرك المياه الراكدة وينطلق نحو أفق جديد غير متاح لغيره.
قبل الطوفان لم يبق من أمل بعد الله إلا استعادة الثقة في النفس والتحلي بروح المبادرة.
السعي إلى الإحاطة بأسرنا تربية وتعليما وأخلاقا استلهاما من قيم الإسلام العظيمة ومتطلبات التطور والترقي.
الانخراط فرادى وجماعات في مشاريع الخير والإصلاح والثقافة والإعلام حتى ولو اقتصر دور أحدنا على إماطة الأذى عن الطريق.
تأسيس روابط لحماية السلم الاجتماعي لأن خطر الفتن وضرب وحدة المجتمع أصبح يترصد بلادنا ليأتي على ما تبقى من بنيانها.
انخراط أهل الثقة والمرؤة في الانتخابات البلدية القادمة لأن الإصلاح الحقيقي وبناء المجتمع الجديد يبدأ من هناك.
“وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ”