الأحد 29 يونيو 2025

استهلاك المخدر الخفيف حرية شخصية

أنور الحاج عمر

حين قرأت الحوار الأخير الذي أجراه المستشار السياسي لراشد الغنوشي لطفي زيتون لم أتوقع مطلقا أن يثير كل هذا الجدل خاصة ممن ينتمون للتيار الاسلامي إذ أتوقع منهم مستوى مرتفع من الادراك الاسلامي وان مرجعيتهم في انكار الاشياء هي احكام الاسلام. لكني فوجئت بالجدل الكبير الذي أثاره البعض استنكارا.

استنكروا اعتباره استهلاك المخدر الخفيف حرية شخصية. نعم انا ايضا اعتقد ذلك.. فحتى باقي المخدرات حرية شخصية فحتى شرب الخمر حرية شخصية.. الزنا ايضا حرية شخصية.
الاسلام لا يعاقب على اقترافها بل يعاقب على المجاهرة بها.. فمن اختلى بنفسه واقترفها فحسابه على الله. ان شاء غفر له وان شاء عذبه بها. فالله ينهانا عن اقتحام خصوصيات الناس والتجسس عليهم وحتى “التحليل” القضائي هو شكل من أشكال التجسس أنا أعارضه. لاني اعتقد أن الله حرّمه.
فالاصل في الملاحقة القضائية هو حصول الاضرار بالغير.. بما ان المجاهرة فيها اضرار بالغير فطبيعي ان يعاقب عليها القانون اما الخلوة باقترافها فالمجرّم شرعا هو ملاحقة مقترفها سواء تجسسا مباشرة عبر الاقتحام الأمني ولو كان قضائيا او التجسس الغير مباشر عبر “الصبابة” او التجسس العلمي عبر التحليل المخبري.
نعم انها حرية شخصية والحرية الشخصية مقدسة في الاسلام. ومن ذهب هواه لغير ذلك فانصحه لأن لا يطع هواه.


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

قانون المصالحة من ثلاث وجهات نظر قابلة للنقد والنقاش

أنور الحاج عمر‎ تمهيد: الوضع العام أيام المخلوع كان لا يجرّم الفساد خاصة لكبار الموظفين …

هل الكيان الصهيوني هو فقط العدو رقم واحد لنا ؟

أنور الحاج عمر رأي اعتقد أنه سيمنح الكثيرين مبررا وفرصة لشتمي.. اني لا اعتقد ولا …

اترك تعليق