عبد اللطيف علوي
البارح… طرح الغبيّ الوافي سؤالا على سالم الأبيض… أن يختار بين الغنوشي وبورقيبة…
ردّ سالم الأبيض حقيقة صدمني، وصعقني… وأيقظني من أوهام كثيرة… مثل صفعة أخرى تأتي في غير وقتها…
عندما يصل بك العمى الايديولوجيّ إلى العجز عن الاختيار بين قاتل مجرم، ثبت قتله لمئات الأشخاص عبر فترة حكمه، إذا لم نقل الآلاف، وتعذيب عشرات الآلاف، وتفقير مئات الآلاف، وبين ضحيّة مناضل دفع زهرة عمره في سبيل الدّفاع عن مبادئه وأفكاره.. مهما كان موقفك منها… عندما يصل بك التّحجّر إلى هذا الحدّ… فأنت شخص منتهي الصّلوحيّة، فاقد للمبدئيّة والرّساليّة، مهما كان اسمك… حتّى ولو كان اسمك سالم الأبيض الذي صفّقت له ذات يوم…
القاتل يبقى قاتلا ولو بنى الأرض قصورا من أقصاها إلى أقصاها وزرعها بالنّجوم وأنبت فيها الورد وسقاها بالمسك والزّعفران…
القاتل يبقى قاتلا والمجرم يبقى مجرما، وقاتل النّفس بغير حقّ كقاتل النّاس جميعا… هذا لا يجادل فيه إلاّ قاتل مثله أو مشروع قاتل لم يجد فرصته ليكون…
لا أقول هذا الكلام لمودّة تجاه الغنّوشي، فلو كانت المقارنة بين بورقيبة وبين حمّه الهمّامي أو أيّ مناضل آخر أو حتّى أيّ مواطن زوّالي كادح ينفق عمره كي يطعم قطّة… لحسمت موقفي بالثّلاث لفائدة من لم تتلطّخ يده بدماء شعبه دون أدنى تردّد أو تفكير…
خسارتك… ثمّ خسارتك… ثمّ خسارتك بالثلاث…
ورقة أخرى تسقط في سلّة المهملات!
ــــــــــــــــــــــــــ
مع وافر التّحيّة لصاحب نظرية أني أنا أتظاهر بالاستقلالية التنظيميّة وأمارس دورا قذرا في شيطنة خصوم النّهضة من القوميين واليساريين… ليس على الأعمى حرج!
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.