كمال الشارني
في لبنان، تزرع مخدرات الحشيش (الزطلة عندنا) والأفيون في سهل البقاع منذ عقود، ورغم ذلك فإن الشعب اللبناني من أقل شعوب العرب استهلاكا للمخدرات.
وفي هولندا التي حررت استهلاك المخدرات الخفيفة أي الحشيش أو الزطلة، لم يرتفع استهلاك المواطنين الهولنديين لها، الشيء الوحيد الي ارتفع هو عدد الوافدين من بقية فضاء شنغان من أجل الاستهلاك والعودة، ولا أظن أن الشعب المغربي الذي يعد أكبر بلد عربي في إنتاج الحشيش في مقدمة استهلاك المخدرات، بل تسبقه عدة دول أخرى.
وفي تونس، ألف مصيبة أكثر خطرا من الزطلة، مثل شم اللصاق المنتشر بشكل مثير للخوف بين الأطفال والمراهقين والخلطات المسكرة التي يتم إعدادها بطريقة سرية في الكثير من الأحياء الشعبية، تابعت مرة حادثة من هذا النوع، توفي فيها 9 أشخاص، عانوا من العمى التدريجي ثم جفاف الدماغ والجنون حتى الموت الرهيب بنزف الدماغ، بسبب تناول خلطة اسمها “الصاروخ”، بالمقارنة مع الصاروخ أو شم اللصاق، تعتبر الزطلة مخدرا رقيقا، لا يسبب الإدمان الفيزيولوجي.
إنما أن تعالج أسباب نهم الشباب التونسي إلى المخدرات، وإما أن نكتفي بالصراع حول الظواهر السطحية، والتسييس المفرط المبني على الجهل بأصل المشكل وأسبابه وتفاصيله.