ياسين العياري
حسنا يا ولد، هل قرأت مثلي عناوين الصحافة ؟ يروّج الخطاب الرسمي وصحافته أن تونس قد اختيرت من بين 15 بلدا رائدا في التعليم.
قرأت يا أبي وابتهجت، أين التزييف في هذا؟
الحقيقة يا ولد هي عكس هذه تماما، فكيف تكون تونس كذلك وهي في المراتب الأخيرة عالميا من حيث أداء التلاميذ في اللغات والعلوم والرياضيات ومن حيث جودة التعليم (قطر الرابعة عالميا في جودة التعليم والأولى عربيا) كما أن جامعات تونس لا توجد من بين الـ 500 جامعة الأولى في العالم (السعودية في ترتيب 200) والتسرب المدرسي سنويا يفوق 100 ألف تلميذ وفي مادة الفرنسية وحدها نالـ 7000 تلميذ أصفارا في الباكالوريا.
كل ما في الأمر أن تونس صنفت ضمن الـ 15 دولة يمكن إنقاذ ما تبقى من تعليمها من بين الدول الأسوأ أداء في هذا المجال.
هل فهمت يا ولد ما معنى التزييف الإعلامي؟ هو وقاحة عظمى واستبلاه للناس يحولون به مهزلة وفضيحة إلى إنجاز عظيم مادام الوزير يدفع ثمن ولائمهم، لا يستحون ولا يخجلون!
فهمت يا أبي فهمت، ألا لعنة الله عليهم إلى يوم يبعثون!