مجرمون ضحايا

سامي براهم
محاولات يائسة لاستثناء فئة من التّونسيين تقاتل خارج البلد ودون تفويض من الدّولة من طائلة القانون، بخلق وضع استثنائيّ يتعلّق باعتبارات سياسيّة لا قانونيّة.
تزداد هذه المحاولات تناقضا وتهافتا عندما تصدر ممّن يفترض علاقتهم بالقانون والحقوق.
قتل النّظام السّوري بدعم من المليشيات التي وقع استنفارها من دول متعدّدة بما في ذلك تونس أضعاف من قتلتهم داعش من أبناء الشّعب السّوري.
استثناء فئة من الذين ارتكبوا جرائم خارج البلد أو يشتبه في ارتكابهم جرائم من المتابعة الأمنيّة والقضائيّة لاعتبارات سياسيّة يُعَدّ لو وقع تصرّفا خطيرا من طرف الدّولة لأنّه كيل بمكيالين يميّز بين من يشملهم القانون ويضفي المشروعيّة على الإرهاب.
في تقديرنا كلّ هذا الشباب الذي غادر بلدا أنجز ثورة تاريخية على غير مثال سابق تحتاج لشبابها لإسنادها وحمايتها والاستثمار فيها ليقاتل في جبهات ليست جبهته ومعارك ليست معركته، في بلدان لها أهلها ومناضلوها ومقاتلوها ورجالها ونساؤها.
هؤلاء الشباب مهما كانت مرجعياتهم وأيديولوجياتهم ضحايا الشحن والتعبئة وتزييف الوعي والحماس العاطفي وسوء التّقدير والاستقطاب الأيديولوجي، وكذلك ضحايا لما يحتاج الرّأي العامّ لكشفه من طرف الأمن والقضاء.

Exit mobile version