لا مهرب من مشروع اندماج المغرب الكبير
بشير العبيدي
#أقولها_وأمضي
باختصار شديد، بعد عشرة أيام في ضيافة الجزائر، رجعت إلى باريس بقناعة، كانت قائمة ولكنها توثّقت وترسّخت: هي أننا علينا الإسراع ببناء مغربنا الكبير، روحيّا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا.
لا يوجد أي مبرر لبقاء المغرب الكبير متشرذما أكثر مما بقي. ولا يوجد أي مبرر أن نضيّع المليارات من أموالنا ثمنا لغبائنا الجماعي المتمثل في الانعزال داخل حدود لسنا قادرين في كنفها حتى على صناعة مسامير أحذيتنا ولا على بناء مساجدنا التي أعطيناها للصينيين يعمّرونها !!
لا أعتقد أن المغرب الكبير المندمج فكرة بعيدة المنال أو أقصوصة حالمين، بل هي الفرصة الوحيدة المتبقية أمامنا إذا أردنا أن نترك مستقبلا لمائة وخمسين مليونا من السكان، متمثلا في بيت مغاربي يقيهم من حرّ الزمان وقرّه، خاصة في ظل مأساة غير مسبوقة يعيشها الشرق الممزق، الذي يكاد يفقد البوصلة والمعنى في غمرة حروب عبثية لا تنتهي إلا لكي تبدأ من جديد.
ولا مهرب من العمل المشترك على تأسيس البنى التحتية بالتوازي مع الضغط الشعبي من أجل تسوية قضيتي ليبيا والصحراء الغربية لتعبيد الطرق نحن مغرب مندمج متماسك.
وإن لم نفعل، فلن يكون للأجيال القادمة سوى كيل اللعنات على جيلنا والهروب في قوارب الموت إلى الضفة الشمالية، حيث لم يعد يرغب فيهم أحد أبدا.
جمادى الأولى 1438
كَلِمةٌ تَدْفَعُ ألَمًا وكَلِمةٌ تَصْنَعُ أمَلًا…