Site icon تدوينات

تونس الثـّكلى: سياسيون حمقى، إعلامٌ فاسد وشعبٌ مغفّلْ

منجي باكير

بلا سوداويّة وبلا تشاؤم، وبعيدا عن آمال خادعات وتفاؤلات مجّانية، لكن أيضا بكثير من الحبّ لهذا الوطن وأهله،، فإنّ تشخيص واقع البلاد المقارب للحقيقة لا يبعث على الإرتياح ولا ينبيء عن نظرة مستقبليّة مشرقة على الأقلّ على المدى القريب،،،

بهذا المشهد السياسي الأرعن في مساره، وبهذا الإعلام العامل ليل نهار على عرقلة كل مجهود إيجابي والسّاعي بكلّ ما لديه من إمكانات إلى تمييع المجتمع وجذبه إلى دوائر السلبيّة والإنحدار الأخلاقي والفكري، وبهذا الوضع الذي عليه غالبيّة الشّعب من جهل (أو تجاهل) بواقعه واستسلامه إلى قوى الردّة التي تُعمل أنصالها في كلّ مناحي حياته وتتسابق لنهب ثرواته واختطاف مقدّراته ومكتسباته.

سياسيّون لا يكفي أنّ غالبيّتهم لا علاقة لهم بالفعل السّياسي لا من ناحية الممارسة ولا من ناحية الإنتماء فهم تسلّطوا و -اغتصبوا- المشهد السياسي إبّان الثورة ومن بعدها في غفلة من كلّ رقيب، تسلّطوا عليه وعمروه بكلّ طرق الريبة وكلّ أنواع الطمع والجشع… فإنّ بعضهم تحرّكهم كثير من ّ الأجندات المحلّية والخارجيّة وتدفعهم كلّ الغايات إلاّ غاية الوطن والمواطن،، وهذا لا يحتاج إلى ذكاء مفرط للوقوف على أعراضه، فاللعب أصبح على المكشوف والعار عندهم لم يعد عارا… هؤلاء -الرّهط- من السياسيين وأشباه السياسيين أغرقوا أنفسهم وأغرقوا الوطن معهم واختطفوا كلّ الوطن بمقدّراته وجغرافيته وتاريخه وهويّته ودينه مقابل أطماعهم الرّخيصة، بل أعقلهم سكتوا عن كثير من الفساد الذي أصاب والذي يحدق بالبلاد تنازلا ومقايضةً…

يقابله إعلام أغلبه أدمن الرّداءة وعاقر الشذوذ فاشتغل على الوسوم التجاريّة الوسخة وأتلف كلّ مِهَنيّة وجاوز كل أخلاق مهْنيّة في كثير من أيقوناته،،، إعلام أغفل وصرف النّاس عن شواغلهم الحقيقيّة ليمارس علنا وبإصرار كلّ أنواع الدّعارة الإعلامية ويمتهن التشهير في شدّة بالغة بما هو هويّة ودين ليضرب بلا هوادة قيم وأخلاق الشعب مستعينا بأدوات وأعلام الخراب القِيَمي والشذوذ الفكري. وسِقْط المشهد الثقافي.

إعلام أهمل في قصد وبإمرة وخدمةً لأجندات الرّيب والشّبهة والمال الفاسد كلّ الملفّات السّاخنة التي تعني الساحة الوطنيّة وتكشف خور وفساد المنظومات المتسلّطة على مكاسب ومقدّرات الشعب في استبلاه صارخ لهذا الشعب وفي ضحك على ذقون كثير من مكوناته.

وتكتمل حلقة (الدُّمّار الأزرق) بوجود أغلبية صامتة من الشعب، أغلبيّة خيّرت النّفاق، البطالة، الإنتهازيّة، الرشوة واستنزاف ما يتبقى من موائد اللئام في نشوة الغانم الجاحد لفضل البلاد ولحقوق أهلها. شعب غُرست في جلّه الأنانيّة المفرطة فضيّع إيمانه بهذا الوطن وكفر بأغلى قيمتين عند الشعوب المتحضّرة قيمتا (الوقت والعمل). شعب في أوسع فئاته احترف الشكوى والتذمّر والإستعطاء مع طلب المزيد، رضي بالذلّ والهوان ليكون هو اليد السفلى التي تطلب بعض الإحسان من حقّ كان هو الأولى به والأحقّ..!

أيّ سنوات هذه التي تمرّ بتونس التاريخ والشموخ، وأيّ خلق هؤلاء الذين يدوسون ترابها هذه الأيام وينعمون ثم ينكرون ويجْنحون ؟؟ وأيّ بصمة ستعنْون مرورهم لتبقى ذكرى لأجيال ستأتي من بعدهم ؟؟

أَيُّها الشَّعْبُ ليتني كنتُ حطَّاباً — فأهوي على الجذوعِ بفأسي

Exit mobile version