إما الإعلام وإما البارازيت

كمال الشارني
Le faute de mieux
يذهب الناس إلى برنامج سمير الوافي وأمثاله لأنهم لا يجدون برنامجا جادا يذهبون إليه، يعرفون أنهم يذهبون إلى المكان الخطإ، لكن ليس لهم مكان آخر يذهبون إليه، faute de mieux.
أحد كبار أساتذتي في معهد الصحافة كان يكرر: “عندما يتعلق الأمر بالمعلومة: إما أنتم، وإما البارازيت (parasites)، لأن الطبيعة تأبى الفراغ”، البارازيت، في لغة الإعلام، هي الضوضاء التي تصاحب البث المشوش أو الضعيف، والإعلام يمكن تلخيصه مثلا في “إعطاء معنى لما يحدث”، أو في “طرح الأسئلة الحقيقية”، أما التشويش على الإعلام فيعني تشويه المعنى أو طرح الأسئلة المزيفة التي لا تجيب على هواجس الناس وحاجاتهم، والبث الإعلامي في تونس أغلبه تشويش على الخطاب والمحتوى الحقيقي وأسئلة الناس الحقيقية،
عتبي على زملائي وأصدقائي في الإعلام العمومي، فقد راهنا بعد الثورة وسقوط آلهة الخوف والتعليمات والقوادة على تطوير الخطاب الإعلامي، لكي يكون الإعلام العمومي قاطرة يعدل عليها الآخرون إيقاعهم، أسفي.

Exit mobile version