كمال الشارني
تخيل أنك مستثمر، عندك مليار دينار تريد أن تزيد فيه، وتذهب إلى بلد مثل تونس، فتكتشف أن 54% من اقتصاده خارج النظام، خليط من التهريب والاحتكار والمضاربة والفوضى لا تدفع ضرائب ولا تخضع إلى أي منطق سوى الانفلات.
وتكتشف أن 46% الباقية من هذا الاقتصاد تمر عبر إدارة بيروقراطية ضخمة، بلا منطق: “إلي يصحح على الورقة مش هنا، السيدة إلي لاهية بالموضوع ولدت وما ترجع كان بعد نصف عام، ما نعرفش شكون يعوضها، لا غلطوك في الإدارة الجهوية كي بعثوك هنا، ارجع ليهم، نقطع شعري أنا ؟ شبيك ما تحبش تفهم ؟ الملف ما جانيش، ما تخلوش واحد ياكل لقمة في عقله في البيرو ؟ “.
الحل: إن كنت مصرا، لماذا لا تستثمر في الكنترا ؟ التهريب ؟ لماذا لا تضع كل ثقلك المالي وعلاقاتك لسحب أكبر ما أمكن من مادة غذائية مهمة والمضاربة فيها ؟ وفوق كل هذا، لماذا لا تهرب السجائر ؟ أو حتى الموز ؟