سامي براهم
ما معنى أن يُوصَف سياسيّ بأنّه رجل دولة ؟
هل فرض الاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي في بلد من البلدان يعني أنّ من يقف وراء ذلك هو رجل دولة مهما كان شكل ذلك الفرض ووسائلُه وكُلفتُه ؟
بهذا المعنى كلّ الدكتاتوريات الاستبداديّة الوسيطة والحديثة قادها رجال دولة جديرون بالتنويه !!!
دون تفلسف كبير رجل الدّولة هو الذي يقود الدّولة، وتنطبع قيادته بطابع الدّولة نفسها، الدّولة الاستبداديّة المافيوزيّة يقودها رجال مستبدّون مافيوزيّون…
نعم كثيرون بهذا المعنى كانوا “رجال” دولة وظفوها لخدمة مصالحهم الشخصية والعائليّة ومارسوا كلّ أشكال التسلّط والقهر والنّهب وتنفّعوا من موارد الدّولة هم وأقرباؤهم وأزلامهم ومن كان في خدمتهم وداخل بيت طاعتهم على حساب عموم أبناء الشّعب المهمّش والمُفَقّر وفرضوا استقرارا مزيفا مشوّها بالحديد والنّار وسلطة مؤسسات الدولة المُدَجّنة والمجيّرة لخدمة مصالحم.
نعم هؤلاء “رجال” دولة لكن بدون رجولة بكلّ أبعاد الرّجولة ومعانيها الشعبيّة والأخلاقيّة والقيميّة والرمزيّة والسياسيّة والوطنيّة وكلّ من يعتبر هؤلاء رجال دولة فهو فاقد لمعنى الرّجولة.