الإثنين 9 يونيو 2025
مالك الصغيري
مالك الصغيري

تشي غيفارا، قتلوه مناضلا وباعوه أيقونة تجارية

مالك الصغيري
حديثنا قياس..
حاربوه وقتلوه ثم حولوه الى ايقونة وبجّلوه. ثم ادخلوا صورته سوق السلع وباعوه. ثم وصل الى المسحوقين ايقونة متعالية للاستهلاك والتعزية.
كان هذا الحال مع تشي غيفارا. ثائر شيوعي معاد للإمبريالية والاستعمار نصير للشعوب والعمال والضحايا.
ما اقوى القتلة. يقتلون القتيل ويبيعونه. قتلوه مناضلا ثوريا أمميا وباعوه ايقونة تجارية عولمية. كان مثالا للمسحوقين في الوعي والثورة والشهادة فأمسى سلعة للتعزية والتبجح والادعاء.
الجنوني ان تجد ثوريا يرفع صورة غيفارا الأيقونة بكل مضمونها المادي والرمزي الامبريالي وكل اهداف رسالتها في التزييف والتضليل والخداع ثم تجد هذا الثوري او ثوريين من جنسه او غالبا زعيم الحزب الثوري ممثلا حصريا للمسحوقين في كل التلفزات والندوات ومؤتمرات المانحين والمجتمع المدني وسفراء الدول الكبرى.
كم هي يتيمة جماهير المسحوقين. يُقتل الانسان الثوري المنحاز اليهم. ثم تفرض عليهم الإمبريالية استهلاك ما تريده حوله لهم. ثم يتكفل ثوريون مزيفون وانتهازيون بترويج السلعة لهم وتضليلهم. ثم ينام الجميع سعداء مسرورين. مستفيدين وجوعانين. وتحيا العولمة. ويحيا المتعولمون.


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق