كمال الشارني
• كل ما نريده هو سياسي تونسي “رفعت عنه الأمية” لكي يقرأ اليوم مشهد عشرات الألاف من نخبة الشعب الروماني المثقف ترابط منذ أسبوع في هذا البرد الكافر ضد الفساد والثورة المضادة، من حيث المبدأ، فقط لكي يعرف أن العدالة الاجتماعية والحكم الرشيد استحقاق يا عصابة السراق، رغم مرور 28 عاما على الثورة الرومانية، عادوا إلى نقطة البداية أكثر تصميما.
• مؤخرا، أصدر رئيس الحكومة الرومانية مرسوما يمثل أنموذجا للثورة المضادة في المجتمعات التي عرفت ثورة: عدم سجن أي مسؤول فاسد إذا كانت قيمة المسروق المسجل رسميا لا تتجاوز ما قيمته 47.5 ألف دولار (حوالي 100 ألف دينار تونسي)، ويستفيد بالسراح الفوري من السجن أكثر من 25000 مسؤول مسجونين من منظومة الفساد الضخمة التي تستولي على خيرات البلاد.
• الذين رابطوا في البرد في العاصمة الرومانية بوخارست تحملوا أكثر من 20 درجة تحت الصفر أغلبهم من المثقفين وقادة الرأي، وراءهم شعب طور وعيا اجتماعيا لم يعد يقبل التسويف، حتى حين تراجع رئيس حكومة الثورة المضادة عن المرسوم، رفض الشعب مغادرة الساحة، مرفعا في سقف المطالب، نريد حكما رشيدا.
• المشهد الروماني سوف يتكرر قريبا في عدة دول منها تونس بسبب علامات سيطرة الثورة المضادة وتضاعف الفساد، والله أعلم إذا ما كانت ستكون سلمية، السياسي الوطني هو الذي يحسن قراءة المؤشرات، إن لم يقدر على قيادتها، على الأقل، يجنب البلاد احتمالات الفوضى، وحدها الثورة المضادة سوف تدفع غلمانها إلى البكاء على زمن العبيد السعيد، دون أن تعبأ بدماء من ستسيل ؟
الدرس الروماني في مكافحة الفساد

كمال الشارني