سامي براهم
على هامش ندوة بالعاصمة من تنظيم إحدى الجمعيّات الدينيّة عن قانون مناهضة العنف ضدّ النّساء الذي يتضمّن اعتماد معيار النّوع الاجتماعي “الجندر” :
كيف تسرّب وترسّخ في أذهان المتديّنين والمشتغلين بالمعرفة والدّعوة والعمل المدني الإسلامي أنّ الجندر مرادف للزّنى والمثليّة الجنسيّة وإلغاء الفروق البيولوجية بين النّساء والرّجال والدعوة للتطبيع مع هذه الممارسات بما يشكّل تهديدا للأسرة والمجتمع والإسلام ؟؟؟
هل تخلو اليوم أيّ دراسة سوسيولوجيّة كميّة أو نوعيّة عن أيّ ظاهرة من الظّواهر أو أيّ تقرير من تقارير التنمية والسكّان على المستوى الوطني أو الدولي من اعتماد دراسة النّوع الاجتماعي ؟
لماذا يعقدون ندوات أقرب إلى التعبئة واستثارة العواطف الدينيّة منها إلى المعرفة العلميّة والتحليل العقلاني ؟
ليست دعوة للتقبّل التسليمي الأعمى لكلّ ما يقع اقتراحه من قوانين ومفاهيم ولكن دعوة للفهم قبل النّقد والمعرفة قبل النّقاش والتثبّت قبل الرّفض المطلق والتفاعل مع مكتسبات المناهج والمعارف الحديثة وفق قاعدة الحفظ والتجاوز : حفظ ما يعبّر عن قيم إنسانية كونيّة لا تتناقض مع صحيح النقل و صريح العقل.
وتجاوز ما يعكس السياقات الثقافية المحليّة التي أنتجتها، بعيدا عن تحريك العواطف والغرائز وتكريس الأميّة والانعزاليّة.