محمد الناصر رابحي
الرجل هذا “صاحب الكوستيم!” واقف مع بعض كبار ساسة تونس “بالجبة!” والناس الكل تخزرلو والإبتسامات زادة أصبح كيما يقولو بعض العارفين بالسياسة “ظاهرة قائمة بذاتها”… كيما ظاهرة البورقيبية إلّي تكتبت عليها برشة كتابات بين من هو “مقدس” وبين “مكفر” وبين “منتقد”.. هكاكة زادة السيد الغنوشي توة…
ماكر وخبيث يقول عليه البعض من خصومو وحكيم وعندو بُعد نظر وعندو برشة صبر وسياسي من البريمة عند ناس آخرين… و”منافق” عند البقية… ونحن نعرفو أن السيد الغنوشي كان عندو دور كبير في اثراء ما يسمى “الاسلام السياسي” بعشرات الكتب وهذا معروف كيما صراعو مع النظامين متاع بورقيبة وبن علي وإلّي تمّ بتشريدو هو وأنصار الاتجاه الاسلامي مشتتين في 50 دولة أو في الزنازين…
أنا هنا حبيت فقط إنركز على مساهمتو في الواقع التونسي بعد الثورة لأنو أصبح توة ورقة صعيبة في الداخل والخارج زادة.. الراجل قدها وقدود وببراعة سياسة معاوية وقت ما أبقى على “الشعرة” بينو وبين الجميع تقريبا كيما أتقن “لعبة حافة الهاوية” كيما يقولو جماعة السياسة والمشي على الحبال بهدوء محيّر.
الوقت إلّي كان فيه اصحابو في مصر ساعين “بغباء استراتيجي” الى السلطة ماسعاش الراجل هذا للسلطة وماحكمشي وحدو بالعكس حاول يشرّك معاه جماعة علمانيين في بداية الثورة وتخبّى هو يدير معركة “كسر عظم” حقيقية مع جماعة من الخارج ومن الداخل كادت تفتك بالتجربة التونسية أكثر من مرة… بل العكس أن الرجل خرج كالشعرة من العجين كيما يقولو إخواننا المصريين من كل أزماتو ومعاركو مع الداخل والخارج…
والراجل باش تعرفو بالفعل سياسي كبير ومحنك ضحى برصيدو الشعبي مع القواعد متاعو إلّي برشة منهم موش فاهمين وزادة ضحى بشعبيتو مع ثوار 14 جانفي وذلك بعد برشة تنازلات متواصلة كـ “إدراج الشريعة في الدستور” و”قانون الاقصاء” و”شرط السن والجنسية في الانتخابات الرئاسية” وغيرها من التنازلات “إلّي هي كانت مطالب الشعب إلّي نخّبلو لحزب عندو مرجعية اسلامية… بل أن السيد هذا قاد “ببراغماتية” كبيرة متاع ناس عارفين اتفاق تاريخي مع غريمو السياسي اللدود “السبسي” وضحى بأحد الرموز التاريخية للمعارضة التونسية وبحليفو في الترويكا منصف المرزوقي الذى بدت مواقفو وفق تقديرو فيها برشة راديكالية طوباوية ما تخدمشي مصالح الحركة ولا أتباعها.
الراجل زادة بدهاء سياسي قدر يحافظ على مصالح حركتو فوظّف الآلاف منهم وبعّد عليهم مشاكل الايقافات والانقلاب كيما استطاع باش يبرز في الخارج كحليف عندو مصداقية قادر باش يهضم المفاهيم الديمقراطية الغربية ويضيفلها شوية “نكهة” اسلامية الى تجربة الربيع العربي وسط تهديدات كبيرة وحقيقية كيما الارهاب والاقتصاد حيث حسم الغنوشي علاقتو مع التيار الجهادي بلا رجعة بعد محاولات لاستقطابو ويبعّد أتباعو على العنف والإرهاب… واقتصاديا زادة برز أخيرا بمواقفو إلّي تنتقد في الاضرابات وتعطّل عجلة الاقتصاد… وسط ها المسيرة هاذي اكيد أنو السيد الغنوشي فقد أنصارا ورفاقا ورصيدا كمنظر اسلامي ورمزا من رموز الاخوان المسلمين ولكن نحت لنفسو بدلة “رجل سياسة” في دولة ترنو لها جميع الأعين في حيرة وخشية وأمل.