ذكرى دستور 27 جانفي..
محمد ضيف الله
انتظرت ما هم فاعلون في الذكرى الثالثة لإعلان الدستور التي قرروا أن لا يحيوها. فما الذي وقع طيلة يوم 27 جانفي 2017 في علاقة مع مجلس نواب الشعب الموقر؟
لم تجتمع لجان المجلس ولا انعقدت جلسة عامة. وكل ما هناك أن رئيس المجلس اجتمع مع لجنة القيادة (؟) حول مشروع التوأمة بين مجلس نواب الشعب والبرلمانين الفرنسي والايطالي (كذا)، ثم كتب برقية تهنئة. ونائبه استقبل وفدا برلمانيا سودانيا. وزار وفد نيابي مركز …(؟؟؟) هذا كل نشاطهم جملة وتفصيلا.
لم يبلغني أن واحدا من البرلمانيين احتج على عدم إحياء الذكرى، لا من الذين كتبوا الدستور ولا من الذين كتب في غيابهم. واضح تماما وكأن هناك وحدة وطنية صماء حتمت عليهم موقفا واحدا موحدا. انضباط حزبي أو أوامر عليا، لم يحد عنها أحد. رأيناهم قد اختلفوا حول كل شيء إلا هذه المرة. بل أن أغلب الأحزاب لم يصدر عنها حتى مجرد بيان حول الذكرى. فما بالك بالحزب الحاكم بأمره، المحتكر لدوائر السلطة الثلاث.
هؤلاء، أكيد أن الدستور لا يعنيهم، فلماذا يحتفلون به ؟ وإلا كيف يعنيهم وقد جاء بالحريات وبالحقوق، وهم أعداؤها العضويون؟ كيف يحيون ذكرى الدستور الذي كان أهم مخرجات الثورة التي ذهبت بعزهم وبامتيازاتهم؟ كيف يحتفلون بدستور عوّض دستورهم الذي وضعوه على مقاسهم؟ العجب كل العجب أن يحتفلوا بالدستور أو إحياء ذكراه. فقرروا أن لا يحتفلوا، وكان لهم ما قرروا.