سامي براهم
أمضى نوّاب كتلة النهضة مكرهين على فصل عبّروا طيلة الأسابيع الفارطة عن عدم اقتناعهم به وذلك تحت تأثير الهرسلة الإعلاميّة وضغط بقيّة الكتل والأحزاب وخشية وضعهم في الزّاوية.
وفي تعليلهم لذلك تحدّثوا عن غايتهم إنقاذ الانتخابات البلدية باعتبارها محطّة وطنيّة واستحقاقا دستوريا.
ليس من صلاحيتي التعليق على قرار الأحزاب وخياراتهم ولكن من حقّ كلّ متابع للشّأن العامّ التحذير ممّا يراه منذرا بالخطر على المسار الوطني.
يجب التّأكيد في هذا الصّدد على أنّ هذا الخيار البرلماني الارتجالي وقع إقراره في سياق مناكفات وتجاذبات ومزايدات دون تفكير عميق متجرّد من كلّ الاعتبارات الذاتيّة في عواقبه على مسار الإصلاح والبناء داخل المؤسسة الأمنية والعسكريّة.
مغامرة سابقة لأوانها وغير محسوبة العواقب ولم تكن مطلبا عامّا ملحّا لعموم الأمنيين والعسكريين، بل هي مطلب السياسيين لأهداف سياسيّة لا علاقة لها بمصلحة هاتين المؤسّستين التين تضطلعان بأدوار وطنيّة حسّاسة ومتقدّمة سيقع التّشويش عليها بإدخال الرّهان الانتخابي وتجاذباته في اهتماماتهم وحساباتهم.
سنختبر في المستقبل مدى وجاهة هذا الإجراء وسنكتشف عواقبه الوخيمة على استقرار هذه المؤسسات وحياديتها وصفاء مناخاتها.