حينَ يكون من اهتمامات الاسْلاميّين توفير مصادِر الرِّزق للجميع فتُعمََر الجيوبُ بالمالِ الحلال وتمتلِئ البطونُ بالمأكل الطيّبِ فلا يبِيت أحدٌ يتضوََر جوعًا… وحين يسْعوْن الى تعْمِيم الرََخاء في البلاد فيُبَادر النََاسُ الى دفْعِ ضرائبِهم بكل تِلْقائيََة… وحين يعملُون على توْفِير سُبُل ضمان الرِّعاية الصحيََة فلا يبِيتُ أحد متألِّمًا من فقدان دواء… وحين يدْفَعون الى تعبيد طرقاتنا فلا تتعثََر أقْدامنا في الحُفَر… وحين يُسَاهِمون في تنْظيف شوارعنا من القمامة فلا يتجرََأ أحد على تدنيسها… حين يهْتمُّون بِتزْينِ شوارعنا بالازهار والورودِ والنََوار… حين يُؤسِّسون مناهج تربويََة يرفعون بها الجهل ويجاهِدون منْ أجْلِ أنْ ينْعم أبْناؤنا بالمدارس العصريََة التي تحْمِلهم اليْها الحافلات الفارهة فتُثْمِِر العمليََة التربويََة جيلا يؤْمن باحترام اشارات المرور أعْقاب اللََيْلِ والطريق فارغة.. حين يُناضِلون منْ أجْلِ أنْ يتوفََر لأبْنائنا الأمنُ فلا تُغْتَصَب بَناتُنا على قارعة الطريق.. حين يقطن المسيحي واليهودي والبوذي في أحيائنا فلا تمْتد عليهم يدُ الأذَى والظلم وينْعمون بالاطْمئْنان… حين يرسِّخون ثقافة الحوار فلا يسْتلُّ أحدٌ سيْفًا عند فقْدان الحجََة والبرهان… حين يفلحون في مدِّ قنوات الماء الزُّلال وتوفير فوانيس الانارة… حين تغيب الأقْدام الحافية والأجْساد العارية والأعْين الدَّامِعة… حين ترْتسِم الابْتِسامة على وجوه قاتِمة أعْياها البُكاء… حين يطْمئِنّ النََاس على أرواحهم واملاكهم واعراضهم وحريتهم… حين يقع توزيع الثَّروة بالعدل فلا تسْتأثر بها جهة دون أخْرى…
وحين يقومون بكلّ هذا اقْتِياسا من روح الاسلام العظيم ومقاصده الانْسانيََة وغاياته النََبيلة… وقتها يمكن القوْل أنََنا فهِمنا الاسلام الذي اوحى الله تعاليمَه الى محمد صلى الله عليه وسلم… وقتها فقط يصبح الاسلام دين الله العادل والرحمان والرحيم السلام…