الأمين البوعزيزي
عام 2002 كنت نخدم في ڨفصة… نهار خرجت في مهمة تفقدية لبعض المواقع الأثرية… في الطريق فاتحني سائق السيارة الادارية بالحديث قائلا:
نعرف سي الأمين اللّي أنت راخي فيّ العين لأني تجمّعي (كاتب عام جامعة دستورية)، مدّ يده ممسكا شنباته وقال:
لا يا أستاذ ما تغلطش عمّك “…..” ماهوشْ قوّاد. آنا نفكْ في باي (نصيب) أولاد شريّط الذين عوقبوا مرّتين…”.
ومرّ بي في مكان لا يمتّ بصلة الى مسار رحلتنا، أوقف السيارة وقال:
أنزل سي الأمين، تشوف فيهم فيهم السّبابيل (حنفيات ماء) هاذم ؟؟؟ ذاك نصيب أولاد شريّط ساعة رضى عنهم بورقيبة بعدما أعدم ابنهم البار الأزهر الشرايطي، لقد نزل من طائرة الهيلكبتر في هذا المكان الذي أوقفت فيه السيارة.
كانت منطقة أولاد شريّط قاحلة لا يعمّرها الاّ وجه الله وأرواح الشهداء…
اليوم 24 جانفي 2017، تمرّ ذكرى اعدام الشهيد البطل الأزهر الشرايطي أبرز قادة جيش تحرير تونس من المحتل الفرنساوي، كان قد شارك في معارك التصدي للغزو الصهيوني لفلسطين عام 1948، ولمّا لم تكتب له الشهادة هناك عاد متمرّسا وقاتل ببسالة لتحرير تونس. وأعدمه بورقيبة لاحقا (24 جانفي 1963)، لأنه كان رافضا لمسارات البناء الغادر للتحرر الوطني والاجتماعي…
رحم الله شهداءنا الذين تغذت ثورة المواطنة الاجتماعية ذات 17 ديسمبر من تلك الذاكرة المجروحة…
ــــــــــــــــــــــ اهداء الى شباب المكناسي ومنزل بوزيان / اعتصام الكرامة.