مقالات

أستانة.. الأبعاد والدلالة

أبو يعرب المرزوقي
توقفت قليلا عن إملاء تغريدات متصلة بالظرف لانشغالي بالبحث في مسألة الإصلاح الديني الذي أنفي حاجة الإسلام إليه واثبت تعلقه بوصل عناصر المعادلة الوجودية.
لكن لقاء الأستانة يقتضي تعليقا وجيزا. فهو يمثل بداية النهاية لأوهام إيران. وقراءتي تبدأ بأهم عنصر يؤسس لهذه الرؤية: اعتراف روسيا بالمقاومة.
فروسيا لم تعترف بها إلا لعلتين:
1. تأكدها من استحالة ربح الحرب.
2. التحضير لمحاور بديل عن الأسد ينتج عن الأولى أنها لا تكون إلا من الثوار ممثلي مستقبل سوريا.
فروسيا بدأت تدرك أن مواصلة الحرب حتى لو وجد أمل لربحها لن تكون ثمرتها لصالح ما تستهدفه: المشروع الطائفي يعتبرها أداة مثل امريكا في العراق.
وروسيا بدأت تدرك أن حلفها مع تركيا بعد أن تصالحت من إسرائيل وبعدما يبدو وكأنه بداية حل للقضية الفلسطينية سيفقد إيران كل أوراقها عدا الطائفية.
ومن ثم فمشروع إيران لم يبق له مستقبل ولا أمل في المد بل هو إلى جزر بل إن إيران على أبواب ثورة ستطيح بنظام الملالي ومليشيات حرس الثورة.
لا أنتظر من استانا أكثر من هذا لأن علاج المسألة السياسية السورية سيتم في جونيف بداية الشهر المقبل وبصورة نجعل إيران طرفا ثانويا إن وجدت.
فإذا أضفنا ما توقعته من أهمية مجيء ترومب للسنة: فعداؤه للكثير من الأطراف يجعل حمل المسلمين خفيفا لأنه لن يستطيع الانفراد بهم كما فعل أوباما.
والمثل التونسي يقول “حمل الجماعة ريش” (ليس ثقيلا) أي إن عنصرية ترومب ستجعل ما يسمونه حربا على الإرهاب أمرا جزئيا أو ثانويا لأن أزمة اليمين أعمق بكثير.
وأخيرا فإن السنة إذا كان لها قيادات مدركة لفن التفاوض والمناورة أمدها الله بفرصة تجعل الحلف بين العرب والاتراك بداية الاستئناف الناجح.
ومن الادلة القاطعة على خوف إيران كثرة التصريحات حول ما تزعمه من فيتو على فلان وفلتان للاستهلاك المحلي لأنها تعلم أن ذلك مجرد كلام لا يؤثر.
وهنا لا بد للسعودية وقطر أن تؤديا دورا مهما في تشجيع خطة روسيا وتركيا وإسكات بعض السخفاء الذين يشككون في سياسة تركيا وهي شرط عزل إيران.
ففرصة اخراج إيران من العراق وسوريا سانحة: اخراجها من العراق بأمريكا أي بعكس ما صنعت إيران واخراجها من سوريا بروسيا التي سعت لتوظيفها.
وبصورة عامة فإن كل أحابيل إيران ستدور عليها: أمريكا ستخرجها بعد أن أدخلتها وروسيا ستخرجها قبل أن تكمل مشروعها في سوريا. سيتعرى لسان الجرو زمارة الملالي.
ولا بأس من المراوغة ومهادنة كل الأعداء حتى تفرغ الأمة من أخطرهم: الصفوية التي ينبغي تحرير الشيعة الإيرانية والعربية والعالمية منها.
فالإيرانيون هم بدورهم ضحايا الملالي ومليشيات الحرس والتشيع الصفوي لأني اعرف الكثير من الإيرانيين يرون رأي الفيسلوف الإيراني المغدور الذي حاول تحرير التشيع العلوي من الصفوية التي هي باطنية.
لا أومن كثيرا بالفأل لكني أعتقد أن تهاوي البناء ذات الـ 155 طابق ذات دلالة رمزية فكنسية الملالي اكثر تداعيا للسقوط ناتج من هذه العمارة.
لا يمكن لشعوب إيران أن تقبل في القرن الحادي والعشرين تحريف الإسلام والرجوع إلى تخريف موبذان واستعادة عبودية الإنسان لتخريف ملالي آل سيسان.
ولا معنى للتخويف من تجنيد المقاومة لتحارب داعش: فداعش هي التي حاربت المقاومة وهي التي أعانت النظام على قتالها وافتكاك ما حررته منها.
ثم إن داعش ليست إسلامية: فلا يمكن أن تكون الخلافة على منهاج النبوة ما تمثله داعش فهي أكبر دعاية وحجة ضد الإسلام والخلافة حتى بين المسلمين.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock