محمد ضيف الله
مرور ست سنوات من عمر الثورة هو بحد ذاته إنجاز. لأن كل يوم يمر يكون على حساب المنظومة التي كانت تحكمنا منذ 1956، وأساسا عهدها النوفمبري. من ولدوا قبل ست سنوات هم الآن في المدارس الابتدائية. نعم ست سنوات عاش خلالها الناس -إلا من أبى- بعيدا عن قبضتها الحديدية. كان الإعلام والسياسة والثقافة والجمعيات والقضاء والأمن والمال والأعمال والرياضة جميعها ضمن احتكار المنظومة. لا أحد ينقد أو يحتج أو يعارض. هذا اليوم من الماضي السحيق. مرور ست سنوات لن يمكن المنظومة من أن تعيد عقارب الساعة إلى ما قبل 2011، وها هي أمامكم منذ سنتين لم تستطع أن تفعل شيئا، ولن تستطيع.
خلال الست سنوات، كانت الحرية هي المكسب الواضح، ويمكن أن نضيف إليه انكشاف ازدواجية النخب بمختلف انتماءاتها. نعم انكشفت ولن تنطلي علينا خطاباتهم التي كنا نصدقها. سقوطهم لم يكن بأقل أهمية من سقوط النظام نفسه.

محمد ضيف الله