طاطا، نحب نتصور مع المرا الموشمة
كمال الشارني
رحلات سياحية للعمل الخيري:
سمعت واحدة “من ناشطات المجتمع المدني في الأحياء الراقية”، تظهر أكثر مما ينبغي في وسائل الإعلام، تفتخر بأنها، في رحلة تضامن مع “هؤلاء المساكين الفقراء في الشمال الغربي”، أنفقت 80 دينارا لوقود سيارتها الفاخرة (رباعية الدفع) و60 دينارا ثمن لحم الخروف المشوي على الطريق، “انفقنا أيضا أكثر من 30 دينارا لشراء البيض العربي والحليب العربي وأشياء عربية أخرى كثيرة في الثنية”، أي وأهل القرية الذين ذهبتم إليها ؟ “آه، كل واحد من المشاركين في الرحلة دفع 50 دينارا لشراء بطاطن وزيت وعلب طماطم، أيضا تبرعنا لهم بملابس أطفال قديمة”،
يعني 170 دينارا لمتعة السيدة الراقية، في مقابل 50 دينارا للفقراء في البرد، يا للمتعة: dépaysement total، إنما أقل كلفة من أية رحلة أخرى، لو ذهبنا إلى نزل، لتكلف ذلك أكثر من 600 دينار، مع bonus أخلاقي جميل يحررهم من المسؤولية تجاه الشركاء في الوطن وحضور وسائل الإعلام المسبق لتخليد الحدث حول تضامن التونسيين،
السيدة الراقية إياها، كانت ممتنة: “تركونا نلتقط صور السلفي معهم، ابنة أختي جاءت من باريس خصيصا في العطلة لهذه الرحلة وكانت ستموت من أجل صور سلفي: طاطا، نحب نتصور مع المرا الموشمة، لكي تنشرها في صفحتها”، والغريب أن الشابة التونسية القادمة من باريس كانت تظن أن صور السلفي بالفلوس، لكن المرأة الموشمة رفضت باحتقار.