ماذا سيكتب التاريخ بعد النوازل التي حلت بحلب ودمشق ؟
أسامة الحاج حسن
في آب (أوت) عام 1822 حصل زلزال مدمر في حلب ذكرت الروايات والوثائق حينئذ أن مركزه في”الأتارب” وقيل قرب “عنجارة” وكلاهما في ريف حلب الغربي.
هذا الزلزال امتدّ دماره من دركوش إلى حلب وخربت أنطاكية وحارم وغيرها من البلدان المعمورة..
اهتزّت جزيرة قبرص لهوله وكذا أضنة وسواء كان زلزالا أو نيزكا “قيل هو أكبر نيزك سقط على الأرض والهوتة قرب عنجارة هي الدليل بحسب متبنّي هذا الرأي”.
يذكر المعاصرون أن عدد القتلى في حلب وحدها ناهز الثلاثين ألفا “هم ثلث سكان حلب وقت الكارثة” ويذكرون أيضا أنه لشدة هول النازلة تغير مجرى الفرات العظيم..
يقول المعاصرون لتلك الحادثة من الشاميين والأجانب :
ظل الناس هائمين على وجوههم في المزارع والأرياف أربعين يوما لا تسمع منهم إلا تسبيحا واستغفارا بانتظار أجلهم المحتوم لتوالي الهزات الارتدادية..
في الرابع والعشرين من تموز من العام 1920 احتلت فرنسا دمشق بعد معركة ميسلون المشهورة وكان ممن وثّق المعركة الأديب العملاق “خير الدين الزركلي” وكان مما قاله واصفا النائبة :
الله للحدثان كيف تكيد
بردى يغيض وقاسيون يميد
بلد تبوأه الشقاء فكلما
قدم استقام له به تجديد
ترى ماذا سيكتب التاريخ بعد النوازل التي حلت اليوم في حلب ودمشق وسائر البلاد الشامية ؟!…
هل سيكتب التاريخ أن زلزال حلب المدمر الذي قتل ثلاثين ألفا في لحظة تعاطف مع أهل حلب لأن آل الأسد “بمساعدة المحتلين” قتلوا أضعاف هذا الرقم وشرّدوا أضعاف أضعاف ؟!
هل سيكتب التاريخ أن بردى يغيض مرة أخرى ومثله عين الفيجة وأن دماء الشهداء هي من يفيض؟!
هل سيكتب أن الهزات الارتدادية لزلزال “آل الأسد” لحقت السوريين إلى كل مكان نزحوا وهاجروا إليه؟!
ماذا سيكتب ويكتب فقد جف المداد…