عبد القادر عبار
كلما ذُكِر “الكذّاب” ذُكِر “مُسَيْلِمَة” وكلما ذكر “مُسَيْلِمَة” إلا وأُتبِع “بالكذاب”
مَسْلمة بن حبيب الملقّب بالكذاب هو رجل من بني حنيفة، يقال إن اسمه مَسلمة وأن المؤرخين المسلمين يذكرونه باسم مُسَيْلِمَة استحقاراً له.
عندما ادّعى “مُسَيْلِمَة الكذاب” النبوة قال له أتباعه:
إن محمّدًا يقرأ قرآنًا يأتيه من السماء فاقرأ علينا شيئًا مما يأتيك من السماء؟
فقرأ لهم سورة الضفدع : “يا ضفدع يا ضفدعين .. نُقِّي ما تَنُقِّين .. نصفُكِ في الماء ونصفك في الطين”
وسورة الفيل : “الفيل الفيل، وما أدراك مالفيل.. له خرطوم طويل وذيل قصير”
وسورة “الطاحنات” قال أخزاه الله :
“والطاحنات طحنا، والعاجنات عجنا، والخابزات خبزا، والثاردات ثردا، واللاقمات لقما، إهالة وسمنا.. لقد فُضّلتم على أهل الوبَر، وما سبقكم أهل المدَر.. ريفكم فامنعوه، والمُقبر فآووه، والباغي فناوئوه”.
فتقزّز أتباعه مما سمعوا وعلموا أنه ليس وحي سماء بل هذيان معتوه، وانبرى له من بينهم أحد الأعراب قائلاً: “والله إني لأعلم أنك كذَّاب، وأعلم أن محمدًا صادقٌ، ولكن كذابُ ربيعة أحبُ إليَّ من صادق مُضر”.
وذكر ابن كثير في البداية أنه بصق في بئر فغاض ماؤها، وفي أخرى فصار ماؤها أجاجاً، وسقى بوضوئه نخلا فيبست، وأوتى بصبيان يبرّك عليهم فمسح على رؤوسهم فمنهم من قرع رأسه ومنهم من لثغ لسانه، ودعا لرجل أصابه وجع في عينيه فمسحهما فعمِيَ.
كما ذكر ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية :
“وقد كان مسيلمة لعنه الله شرع لمن اتّبعه أن الأعزب يتزوج فإذا وُلد له ذكر يحرم عليه النساء حينئذ، إلا أن يموت ذلك الولد الذكر، فتحلّ له النساء حتى يولد له ذكر”.
بقي السؤال : لماذا غابت “آية الكُرَاع” عن قرآن مُسيلمة ؟؟