تونس وحتمية الخروج من عباءة الفرنكفونية
اللغة الفرنسية ليست لغة العلم، ليست لغة السياحة وليست لغة الحضارة. لغة العلم والسياحة اليوم هي اللغة الإنجليزية، حيث أن 80 بالمائة من البحوث العلمية في كل المجالات بما فيها العلوم الشرعية تصدر باللغة الإنجليزية و20 بالمائة المتبقية تصدر ببقية لغات العالم الأخرى مجتمعة.
اللغة الفرنسية ترتيبها بين اللغات في انتشارها عالميا تحتل المرتبة رقم 16. وبالتالي لا فائدة منها لا في علم ولا في إدارة ولا في بناء حضاري ولا في سياحة ولا تصلح أن تكون لغة العلوم في مناهجنا الدراسية المتسمة بالتقهقر والتخلف.
إلى يومنا هذا مازالت المنظومة التعليمية تعتمد أساسا على اللغة الفرنسية التي لطالما كانت ولازالت تشكل عصب التعليم في كل مراحله. هذه اللغة لمن يراهن عليها من أيتام فرنسا وعبيد الفرنكفونية كمفتاح لاصلاح منظومتنا التربوية باختصار هو مضعية للوقت، لأن مفتاح إصلاح التعليم هو حذف هذه اللغة التي لم تفرّخ لنا سوى الجهل وعدم اعتمادها كلغة لتدريس العلوم.
الفرنسية قد انحدرت من “العالمية” إلى “المحلية” وأصبحت لا تصلح للعلوم بدليل تخلي أهل الدّار عنها، ففرنسا دولة متخلفة جدا على مستوى الإدارة. ومعاهدها العليا وجامعاتها في اختصاصات العلوم الإقتصادية والهندسية والمعلوماتية أصبحت تدرس باللغة الإنجليزية. نعم الإنجليزية أصبحت لغة العلوم في عقر دار مُولْيير (جُون بَاتِيسْت بُوكْلَان Jean-Baptiste Poquelinàç).
لكن للأسف الجمود والتكلّس ورفض التغيير إلى الأفضل لا يزال يملأ عقول بني علمان وذيول المستعمر في بلادنا ويحول دائما دون عملية الإصلاح، بالرغم من أن هذه اللغة أصبحت تشكل عائقا أمام نخبنا وطلبتنا الّذين أصحبوا غير قادرين على التواصل الفعّال بلغة العالم وبلغة العلم والمعرفة.
منظومة التعليم الفرنسية في أحدث تصنيفين ليست موجودة ضمن أفضل عشر أو عشرين منظومات تعليمية على التوالي في العالم. فإلى متى الفرنسية عوض الأنجليزية والعربية ؟
الإستدلال باللغة العربية يأتي في سياق أن الأمم لا يمكنها أن تبدع خارج إطار لغتها.