مختار صادق
يجمع المطّلعون على الساحة السياسية الأمريكية بجميع توجهاتهم أن الرئيس المنتخب “دولاند ترامب” هو ملك الإعلام بلا منازع! فمنذ دخوله الساحة السياسية لم ينفق الرجل ملايين الدولارات للتعريف باسمه وتوجهاته وسياساته كما هو معمول به في سوق السياسة الأمريكي بل كل ما كان يفعله الرجل من حين لآخر هو إعطاء تصريح مثير للجدل أو كتابة جملة أو جملتين على حسابه على موقع “تويتر” حتى تشتغل به كل وسائل الإعلام لأيام وأحيانا لأسابيع قبل أن ينتج تصريحا آخر مدعاة للإستفزاز والتعليق من الجميع.
وبهذه الطريقة ضمن الرجل تداول اسمه باستمرار في وسائل الاعلام سواء بالمدح والتصديق أو بالذم والتشهير وهذا ما ساهم بقسط كبير في فوزه على سبعة عشر مرشحا من الجمهوريين الأكفاء في الانتخابات التمهيدية وعلى منافسته القوية “هيلاري كلينتون” في الانتخابات العامة رغم انحياز الاعلام ضده ولصالح منافسته.
الظاهر أن الأستاذ راشد الغنوشي بدأ يخطو على خطى ترامب في التعامل مع إعلام متربّص! فتصريحه الأخير حول عودة الإرهابيين من بؤر التوتر والذي لخّصه في موقفه بأن “اللحم إذا بار ليه امّاليه” هو من قبيل التصريحات “الترامبية” التي شغلت وسائل الإعلام لأيام طوال ولا زالت. قبل ذلك نجح الغنوشي أيضا في إثارة وسائل الإعلام على مختلف أنواعها وتوجهاتها باستعماله للفظ “الإسلام الغاضب” وقبله استعماله لمصطلح “الإسلام الديمقراطي” وغيرها من اللقطات التواصلية الرشيقة التي رفعت من أسهم الرجل والتعريف بشخصه. الظاهر أن النهضة مرة اخرى تسبق منافسيها في التواصل والتعامل بذكاء مع إعلام منحاز.
التعامل بذكاء مع إعلام منحاز
