علي الكنيس
الأنظمة الشمولية الإستبدابية تعتبر البلد ملكا لها للأبد وترى أنها حرة في إبادة شعوبها أو بيعها على طاولة المفاوضات لأول مشتري مقابل سلامتها أو إذا إقتضى الأمر تقرر الإبادة المطلقة لها وللبلد والشعب التي تراها ملك لها. وبذلك تفتح المجال لكل غزاة الكون روسا وأمريكان وغيرهم.
الطغاة والغزاة ملة واحدة إختلفوا ليتفقوا على العبث بالشعوب ومقدراتها. وفي ذلك يستعينون ببغاة، يبغون على دين أمتهم وقومهم وحضارتهم، وهؤلاء البغاة نتاج للطغاة والغزاة كلما وجد الطغاة جاء الغزاة ولحق بهم البغاة. إنها حتمية لو تفقهون ولكن هيهات بين عبيد يثرثرون “الأسد أو نحرق البلد” وبين أحرار ينادون “حريات للأبد يا عصابة الأسد”.
الحرية سردية 17 ديسمبر اشتعلت في سيدي بوزيد تلقفتها الشعوب كأمل للخلاص في زمن ما بعد القائد والزعيم الأوحد.
إنتهى زمن العبيد، هذا زمن التحرر، {إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً} قرآن كريم.