أسامة الحاج حسن
سيدرك أنصار ذيل الكلب على الضفة الغربيّة لحلب أنّ الحياة لن تعود كما كانت “أراكيل وقهوة وورق شدّة إلى جوار القلعة الشامخة” وسيدركون أيضاً أنّها ليست “مامونيّة وقيمق وشعيبيات” وأنّها ليست “سودة وشقف عتيق”…
وأنّ مزارع “خان العسل” لازالت بعيدة المنال، وأنّ الدبّابات لازالت تربض في “ملعب الحمدانيّة” وأن “الراموسة” باتت بحاجة لتصويج…
سيدركون ويدركون قبل أن يروا على القلعة لوحة كتب عليها بالروسيّة “باب بوتين” بدلاً من باب الأسدين وقبل أن يسهروا في “ساحة سعد الله لافروف” وقبل أن تعود صالة الكندي لعرض أفلام حقبة بريجنيف التافهة…
لكنّهم بعد ذلك سيكابرون ويكابرون ويمتنعون عن الشكوى كحال فتاة تزوّجت أزعراً رغماً عن أهلها وأقربائها والناس أجمعين وحين سوّد عيشتها خجلت من الشكوى مخافة الشماتة.
الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى كثير من خلقه.
#حلب