توقعات خائبة في التلفزة الوطنية
كمال الشارني
سيدي الرئيس المدير العام للتلفزة الوطنية، أعطيهم الفلوس التي وعدتوهم بها، واتركوا الشعار القديم للقناتين، حتى لا يسخروا منا بأنهم نهبوا المال العام مقابل “حدة الزوايا” في الشعار الجديد على طريقة أوراق الديناري في الكارطة،
لقد “ركش” الـ رم ع” متاع التلفزة العمومية أشهرا، فتوقعنا خيرا، شخصيا توقعت عودة البرامج والمجلات الإخبارية لفترة الذروة (90 دقيقة السابقة للنشرة) حتى من باب حنين السيد الـ رم ع لمهنيته السابقة، توقعت تغييرا منهجيا في نشرة الأخبار الرئيسية، وعملا إعلاميا ثوريا (لا شيء يمنع ذلك) في مجال التحقيقات والريبورتاجات والقصص الإخبارية، توقعت دعم نقاط الإنتاج الجهوي من أجل إعلام القرب على طريقة فرانس 3 مثلا، توقعت إدارة تبث الأمل والرغبة في العمل لذلك الجيش الجميل من الزملاء الطامحين للعمل حقا، مع إلغاء المسلسلات التركية المدبلجة بلغة بذيئة وقصص حب تستثمر في الغباء العام، والمسلسلات السورية التي ملها أصحابها بعد أن تم تدمير حلب وتحولت سوريا إلى محرقة، وأن يتم التخلي عن الصور المتحركة اليابانية الغبية التي تنمي إلى ثقافة البوكيمون، وأن تفرض الإدارة حالة استنفار دائمة بخصوص أخبار البلاد تكون في شكل نيوز بار دائم، واستعداد لقطع أي برنامج غبي لتغطية المآسي الوطنية، حتى لا يقال إننا، في وقت الأزمة، بحثنا عن المعلومة والفهم الإعلام الوطني، فوجدناهم مشغولين بمسلسل تركي غبي فيما كان الناس يموتون دون أن يعطي أحد معنى لموتهم،
سيدي الرئيس المدير العام، أعرف أن ما أتوقعه لا يدخل في دائرة اهتمامك، لذلك أطلب منك فقط أن تبقي على الشعار القديم للتلفزتين، أعطيهم ما وعدتهم به من مال، لكن لا تغير الشعار حتى لا يسخروا منا،