علي الكنيس
• حول “عودة الإرهابيين”
طرح كالعادة من الزاوية الخطأ كغيره من المواضيع التي يخوض فيها إعلام الإثارة والقصف المنظّم المسلط على الناس في منازلهم. لكن إذا أردتم المزايدة فإنّنا سنزيد على مزايدتكم لا بأس فتحملوا ذلك، بعيدا عن كون قواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان والدستور التونسي لا تتيح سحب الجنسية من أي “مواطن مفترض” وإنما محاكمته بالقانون فقط. لكن دعونا نزايد على مزايداتكم “راكم جبتاها لرواحكم”، إذا تحدّثنا عن سحب الجنسية فسيكون مطلوبا وكما تطلبون سحب جنسية “الإرهابيين العائدين”، فإنّنا نطلب سحب جنسية كلّ قتلة الشهداء والجرحى منذ سنوات الدم وقتل وتعذيب اليوسفيين، وقتل اليساريين في الستينات والسبعنيات إلى الأحداث النقابية في جانفي 1978 وبعد ذلك جانفي 1984 إنتفاضة الخبز إلى قتل الإسلاميين وتعذيبهم وحتى المسار الثوري 17 ديسمبر 2010،
وهنا في كل هذه المحطات التاريخية المتهمون هم رجال الدولة والمسؤولين السياسيين من الوزراء إلى القيادات الأمنية والعسكرية. فردّوها علينا إن إستطعتم. لكن الفرق بيننا أنّ مازلنا نؤمن بإمكانية أنسنة الكيان المسمى دولة وضرورة أن يتصرف بمنطلق مسؤول ونعتبر أن الدولة لا يجب أن تواصل التصرف كتحالف عصابة ومليشيات وهو ما فعلته طيلة أكثر من 50 عامًا، ويجب إيقاف هذا المسار التاريخي المافيوزي نحو مسار سياسي مدني حقيقي وإلاّ فإن شرعية الكيان المسمى دولة ستبقى محلّ سؤال. وإلى متى ستبقى هذه الدولة تصنف في فئات ضالة جديدة على إستبدادها الرسمي مهما كان عنوانها وبذلك تنتج إرهابيين وبشكل منظم كنتيجة لتعاملها كآلة قمع منظم وعصابة إستغلال إقتصادي وتحالف مصالح ضد أغلبية الشعب.
• بالنسبة لموقف راشد الغنوشي
زعيم حركة النهضة من إغتيال الشهيد محمد الزواري من قبل الكيان الصهيوني وإستباحة سيادة البلاد. حركة النهضة ستبقى تتأرجح بين عمقها الشعبي الإجتماعي وبين متطلبات العملية السياسية وشروط المجال السياسي الليبرالي واستحقاقات الإعتراف االدولي بها. الشيخ راشد الغنوشي لا يريد أن يفقد ثقة جماهير حركته العريض، والأستاذ راشد الغنوشي يعلم أن اللعبة السياسية تقتضي من أجل الإعتراف الدولي التخلي عن أيّ ما يمكن أن يعتبر شبهة في إطار التسويق الخارجي والتسويق الداخلي أمام تحالف النمط الحداثوي والنمط الإقتصادي المافيوزي. لذلك ستبقى النهضة تبحث عن المنزلة بين المنزلتين بين التحديّ الذاتي والتحدي الخارجي أمام ضغوطات من هاذين الطرفين الداخلي (عمقها الإجتماعي) والخارجي (الدولي والمنظومة الرسمية في تونس).
• سؤال المقاومة في فلسطين
وهل فلسطين تحتاج إسناد ودعم عربي إسلامي أم لا، الإجابة واضحة يقدمها الكيان الصهيوني، إنه يستهدف أي نفس مقاوم سواء في فلسطين أو خارجها منذ تأسيس الكيان الصهيوني وليس من اليوم. مما يعني أنه لا يمكن مقاومة الإحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة فقط والأراضي التي يحتلها في خارج فلسطين، بل إن المعركة معركة الأمة وواجب الأمة يقتضي إسناد المقاومة ثقافيًا وسياسيًا وإقتصاديًا وإجتماعيًا، الشهيد محمد الزواري قدم نموذج كيفية دعم المقاومة. والمسار الثوري منذ 17 ديسمبر 2010 قدّم الدرس بأن لا تحرير إلاّ بارتباط مسار التحرير بالتحرر من الإستبداد وأن الشعوب الحرّة تجبر حكوماتها على الوقوف لجانب المقاومة ومواجهة العدوان لذلك الكيان الصهيوني يعتبر المسار الثوري وبدايات تحرر الشعوب خطرًا على وجوده لذلك يريد تأبيد واقع الإستبداد أو الفوضى والفتنة حتى لا تنجح الثورات في تحرر الشعوب من الإستبداد المحلي لدعم حركات المقاومة وإسنادها.