الأحد 29 يونيو 2025
كمال الشارني
كمال الشارني

أربع مدارس في علاقة الإعلام بالسلطة

كمال الشارني
• أنا، لو كنت رئيسا وأنا على ما أنا عليه، حتى ليوم واحد، ما كنت لأدعو المسؤول الأول عن الإعلام العمومي إلى مكتبي، حتى لا يتهمني المؤرخون بأني كنت أعمل على تدجين الإعلام، لذلك لن أكون رئيسا أبدا،
• أنا، لو كنت مسؤولا عن الإعلام العمومي، ما كنت لأذهب إلى رئيس الدولة، حتى لا يتهمني المؤرخون أني دجنت الإعلام العمومي وكنت أتلقى التعليمات من السلطة التنفيذية، لذلك لن أكون أبدا مسؤولا في الإعلام العمومي، (ولا في الخاص)،
• حسنا، ماذا لو كنت رئيسا حقيقيا وفق منظومة الحكم الحالية: لما دعوت أي مسؤول إعلامي إلى مكتبي، وكنت بدل ذلك أنشأت علاقات سرية مع كل مسؤولي الإعلام العمومي والخاص، أستغل فيها وسائل الدولة لدفع الأنذال والجبناء والخونة لكي يكونوا في خدمتي لمدحي بمقابل وشتم أعدائي مجانا، فأتحكّم في الإعلام عن بعد دون أن يتهمني أحد بأني فعلت ذلك،
• أنا، لو كنت مسؤولا عن الإعلام العمومي في ظل رئيس مثل هذا، لتذكرت أني ما بلغت تلك المسؤولية إلا بما بذلته من جهود لإقناعه بأني سأكون “عند حسن نظره” ومن باب التنافس في نيل رضاه مع جيش من المنافسين الذين لا موهبة لهم إلا ما خلده شاعر يمني في حديث عن المدارس الشعرية في بلده: “ليس لدينا سوى مدرستان شعريتان: واحدة في مدح الإمام وواحدة في طلب عفوه”،
نحن عندنا أربع صور في علاقة الإعلام بالسلطة، ولكم سديد النظر، والسلام،


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

كمال الشارني

في الأنموذج الاقتصادي الفاسد للمؤسسة الإعلامية في تونس

كمال الشارني  شرفني أستاذنا، صديقي المحامي المناضل العياشي الهمامي عن الهيئة الوطنية للدفاع عن الحرية …

كمال الشارني

لماذا قرر الناس مقاطعة الدولة؟

كمال الشارني  والله خيال في خيال أدبي: منذ أعوام، تدور في راسي رواية جامحة تستعصي …

اترك تعليق