عبد اللطيف علوي
جزء كبير ممّا نسمعه هذه الأيّام من الشّعارات والتّغريبات الفلسطينيّة والمحفوظات القديمة، والمأثورات العربيّة في التّغنّي بالقضيّة الفلسطينيّة وووو…
جزء كبير من كلّ ذلك يدخل ضمن الفولكلور النّضالويّ للمثقّف العربيّ الذي تربّى على القصف الكلاميّ عوض الفعل الحقيقيّ المقاوم…
أنا لا تهزّني كثيرا ولا تغرّني غنائيّات الحلم العربيّ، لقد استعاضوا لوقت طويل بالكلام عن السّعي والأخذ بالأسباب، وكان ذلك من أخطر ما واجه القضيّة الفلسطينيّة وحوّلها إلى مجرّد عكاظيّات جوفاء عقيمة لا تغني ولا تسمن…
ميزة الشّهيد محمّد الزّواري أنّه قطع مع كلّ ذلك وأدرك أنّ من أراد نصرة القضيّة الفلسطينيّة، فعليه أن ينزل إلى الميدان، ولا شيء غير ذلك، وكلّ بما يستطيع، بعلمه وبأدبه وبفكره وبماله وبتربية أبنائه وتلاميذه على حبّها وغرس بذرة التّضحية في نفوسهم…
هذا هو درس الشّهيد…
لا قيمة لعلم أو أدب أو مال لا يكون مسخّرا لخدمة الحقّ والقضايا العظيمة…
ولا قيمة للقول الجميل والشعارات النّاريّة في زمن الفعل…
ترحّموا على الشّهيد… ولا تجعلوه فولكلورا.