سيف بن سالم
الحس الأمني التي يتمتع به الشهيد غالط الجميع بما في ذلك زوجته وهو ما جعل قيادات حركة النهضة يتعاملون مع الموضوع بحذر كبير حتى أن أغلبهم لم يصدق ما نقل عن إنتمائه لحركة لكتائب القسام إلا اليوم…
هذا الحس الأمني العالي يحيلني للتساؤل كيف أمكن للكيان الصهيوني أن يكشفه ؟؟؟
إذا إستبعدنا فرضية إختراق كتائب القسام التي يمكن أن نجزم أنه يستحيل للكيان الصهيوني إختراقها فإن عملية الكشف لا يمكن أن تكون إلا صدفة بإختراق مخبر الطيران الذي يعمل فيه لمتابعة تطوراته أدى بالكيان الصهيوني للتفاجئ بإكتشاف تشابه كبير بين طائرات المخبر والطائرات التي إستخدمت في غزة وهذا حقيقة خطأ كارثي من الصعب لعبقري مثل الشهيد أن يقوم به… أما الفرضية الثانية فهي أن يكون حزب الله قد باعه للكيان الصهيوني خاصة وأنه تعامل معه سابقا وقد يكون رفض التواصل معه لموقفه من الثورة السورية…
المؤكد هو أن حزب الله لم ينع الشهيد ولم يقم بواجب التعزية مثلما فعلت حماس عند إغتيال سمير القنطار رغم ما قدمه الشهيد محمد الزواري لحزب الله من خدمة في حروبه السابقة…
إذا صح تورط حزب الله في عملية الإغتيال فقد تفتح مرحلة جديدة من الحرب السنية الشيعية داخل المقاومة نفسها لن يستفيد منها إلا الكيان الصهيوني ولو أنني لا أفرق بينه وبين الكيان الشيعي…
لامني بعض الأصدقاء عن توجيه أصابع الإتهام لجهة يعتبرونها حليفة وأعتبرها عدوة إلتقينا معها في فترة من الزمن إنتهت ولن تعود… ولهذا قررت أن أوضح الأسباب التي جعلتني أذهب لحد لشك في تورط حزب الله في عملية الإغتيال وهذا من حقي سعيا للبحث عن حقيقة أشياء كثيرة الغموض في هذه الجريمة…
1. نشر تسريبات عن التخطيط لعملية إغتيال في صفاقس ستطال شخصية مرموقة عدة ساعات قبل الجريمة دليل أن هناك جهة منظمة غير محترفة في العمل المخابراتي كانت تعلم أو تشارك في العملية وهي بالتالي إما حزب أو طائفة صغيرة…
2. تكذيب الخبر بسرعة من مصادر أمنية لم ترد على إشاعات سابقة دليل على جدية التسريب وتواطئ ومشاركة أكثر من طرف في الجريمة…
3. القيادي في حماس مشير المصري أول من لمح لتبني الشهيد محمد الزواري لم يتهم الكيان الصهيوني إلى حد الآن بل كانت كلماته واضحة ودقيقة حيث قال “المستفيد الوحيد من اغتيال محمد الزواري هو الكيان الصهيوني” وهي سابقة أن لا تسارع حماس باتهام الصهاينة والتوعد بالرد…
4. كتائب القسام لم تتبنى الشهيد إلا بعد قرابة يومين من جريمة الإغتيال وهي أيضا سابقة في المقاومة الفسلطينية تدل أن تعامل الشهيد معها كان سري للغاية لا يعلمه إلا بعض القيادات على أعلى مستوى وأن هذا التأخر في التبني قد يكون سببه تفطن حماس لتورط حزب الله في العملية…
5. بضع دقائق بعد العملية بعض الوجوه الإعلامية التونسية يتهمون الكيان الصهيوني قبل حتى تبني القيادات القسامية للشهيد وهي بالتالي توجه الرأي العام وبإصرار وتسرع إستغربه الجميع لإتهام الصهاينة وكأنها تريد التأثير على مجريات البحث وتحويل أنظاره…
6. ظهور شخص يدعي أنه صديق الشهيد بضع ساعات بعد الجريمة ويروي أنه يعلم بزياراته المتكررة لغزة في حين أن زوجته نفسها تفاجئت بالخبر أمر يحيلنا لعدة نقاط إستفهام حول الغاية من ذلك ؟؟؟
7. رغم قوة حزب الله العسكرية ورغم ما تكبده من خسائر في حربه السورية إلا أنه لم يستعمل تقنية الطائرت بدون طيار لترصد الثوار وهو ما يدل أنه بعكس حماس فهو يفتقر لهذه التقنيات وما يؤكد ان الشهيد رفض التواصل معه.
8. هناك أنباء مؤكدة تروج منذ مدة عن تشكيل لوبي شيعي بصفاقس بعد تعيين مسؤول كبير بالولاية إشتهر بتعامله مع حزب الله وإيران ومن المؤكد أن الشهيد سبق وتعامل معه بصفته الجمعياتية…
9. تجند العديد من الوجوه الشيعية أو المناصرة للشبيحة الناشطة على الفايسبوك لمطالبة حركة النهضة بموقف رسمي من الإغتيال أو بيان نعي للشهيد واتهامها بالتقصير رغم أنها أول طرف سياسي أصدر بيانا في الجريمة وفي نفس الوقت غض البصر عن تقصير حزب الله وعدم تبنيه للشهيد ولو ببيان تعزية وتنديد رغم ما قدمه من خدمة لسوريا وحزب الله…
10. حزب العمال أدان عملية الإغتيال في حين أن الجبهة الشعبية التي يتواجد أغلب قياداتها الآن بلبنان أدانت تواجد الصحفي الصهيوني في تونس ولم تذكر الإغتيال أو الشهيد..