الثلاثاء 1 يوليو 2025
أنيس عشي
أنيس عشي

وإذا الأجنّة سئلت بأي ذنب قتلت

أنيس عشي

محرزية بن العابد تعتقل سنة وعندما علموا بحملها نزعوا ثيابها وقاموا بتعريتها ونزلوا ضربا على بطنها وركلا على كامل جسدها حتى أجهضت وسالت دمائها…

هكذا كانت تعذب حرائر تونس وسجينات الرأي والانتماء في سجون السابع من نوفمبر الفاشي…

هذه كانت مجرّد البداية… بداية رحلة العذاب… علقت فيما بعد كالدجاجة “روتي”… ضربت على رأسها بشكل مستمر طوال الليل… قاموا بتعرية سجين يدعى الحبيب أمامها… تحرّشوا بها جنسيا… مرت بكل أنواع التعذيب: كماشة، البانو، الروتي، القاذورات، الضرب المبرّح حتى فقدان الوعي في الطابق الخامس في وزارة الداخلية، ثقب اليد بواسطة قطعة حديد… عذاب فوق تصوّر العقل مورس على محرزية العابد…

محرزية العابد مازالت تروي فضاعات التعذيب صلب قبو وزارة الداخلية، تركتها وانصرفت لعدم قدرتي إلى الاستماع إلى فضاعات وممارسات وثنية التسلّط على تلك الأجساد العارية، تعذيب ممنهج وغرز المثقاب في رؤوس السجناء، وشهادات صادمة للضحية.

الإجرام في أهم تجلّياته… هكذا كان يعامل كل معارضي نظام بورقيبة ونظام بن علي وبشكل يومي… الأبشع من الظلم والقهر والألم والوجع هو تزييف التاريخ والجغرافيا وغصبنا على تحمل كل القرف المتوارث وأكذوبة دولة الحداثة المزعومة التي أسسها مؤسس دولة الإستبداد والحكم الشمولي وثقافة الحزب الواحد… الأقنعة تتساقط الواحدة تلو الأخري.. والتاريخ يصحّح ويكتب من جديد.


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

أنيس عشي

يسألونك..! لماذا تحتفل بذكرى الثورة ؟

أنيس عشي الغريب في الأمر أيها السّادة؟ العديد من الأصدقاء لزموا الصمت فترة من الزّمن! …

أنيس عشي

شروط الإنتقال الهادئ من منظومة 2014 إلى منظومة 2019

أنيس عشي كل ما تعيشه بلادنا اليوم وبالتحديد المنتظم السياسي من حراك هو ارتداد للزّلزال …

اترك تعليق