ليلى حاج عمر
أقرأ بصمت وأسى كتابات كثيرة وأتأمّل “حوارات” عديدة (لا أدري إن كان بإمكاني أن أسميها كذلك) بين مثقّفين من المعارضة السّوريّة خاصّة أولئك الذّين نجوا من الموت ولاذوا بأوروبا وأمريكا يحملون داخلهم ذكريات القهر الذّي عاشوه هناك داخل أقبية الموت وبين فكّي منظومة التّعذيب البعثيّة وبين بعض “مثقّفينا” المتأدلجين “الحاملين لسرديّات جاهزة ومسطّرة ومعلّبة يردّدونها دون تفكيك أو تفكير فألاحظ فرط العدوانيّة والعنجهيّة وانعدام الإنسانيّة وتيبّس الفكر والرّوح لدى “مثقّفينا” في تعاملهم مع أفراد يعيشون محنة التّهجير وفي آن محنة رؤية الوطن البعيد يباد والأطفال تسرق أحلامهم والنّساء تغتصب والأهل يهجّرون..
طبيعي لمن تحنّطت في ذهنه الأفكار وضاقت به سجون الايديولوجيا أن يعادي من يعانى ويلات التّشريد ويكابد المحنة على الميدان، بل يتّهمه بما في دماغه المعطّب من أوهام.
مثقّفونا الذّين أطلقت ألسنتهم الثّورة التّونسيّة لكنّهم ظلّوا أسرى زنازين الإيديولوجيات يتحوّل بعضهم إلى جلّادين لمعارضي الحكم السّوري الحقيقيين.. ويمارسون ضدّهم أنواعا من الإرهاب اللّغوي ويستكثرون على المعارضة السّورية أحلامها بالحريّة والكرامة والحياة.. البقاء على قيد الحياة..
في الحوارات لاحظت درجة الرقيّ والوعي التي يتعامل بها مثقّفو المعارضة السّوريّة ووعيهم العميق بأنّ ثورتهم قد سرقت واختطفت وحوّلت وجهتها من جهات متعدّدة مقابل ترديد ببغائي لسرديّات مألوفة لدى متأدلجينا..
أيّها المتأدلجون: الصّمت يليق بكم.. على الأقل حاليا.. احتراما للأرض الحمراء