رجل سيسبب لنا مشاكل مع البوليس الفرنسي!
توفي أمس صديقي اليهودي الفرنسي من أصل جزائري، بروفيسور رودولف بكوش عضو جمعية “الإتحاد اليهودي الفرنسي للسلام”.
اتصلت به سنة 2013 لدعوته لمحاضرة حول القضية الفلسطينية… فشرفني بدعوته إلى بيته أولاً لنتناقش حول بعض المواضيع فلبيت.
أجلسني في غرفة اتخذها مكتبته، وكنت بالكاد أجد مكاناً للكرسي من كثرة الكتب… إذ ضاقت بهم المكتبة وصفف الباقين على الأرض.
أذهلني في الرجل سعة اطلاعه ومنهجيته الفكرية الصارمة (بروفيسور رياضيات). كنت أعلم أنه مناصر للقضية الفلسطينية… لكني لم أكن أعلم أنه مناصر صريح للمقاومة لا يلوك الكلام في فيه. كنت أحياناً أستمع إليه، ومن شدة حماسته للقضية، أقول في نفسي: “اللعنة، هذا الرجل ستسبب لنا مداخلته مشاكل مع البوليس الفرنسي!”.
تحدثت معه لساعات لم أشعر بمرورها، حول بداية وعيه (واللفظ له) سنة 67 بعدالة القضية، حول اللوبي الصهيوني، حول معاداة السامية في أوروبا… وحول الكولونيالية في العالم… وغيرها من المواضيع.
أذكر أنه سخر طويلاً من مؤتمر اعمار غزة قائلاً: “عوض منع العدوان، يبنون ما ستدمره إسرائيل في الحرب القادمة؟ انهم مخطئون في العنوان !”.
أوقفني البروفيسور بكوش على ذلك الفرق البديهي بين اليهودية كديانة والصهيونية كأيديولوجيا كولونيالية عنصرية مجرمة، والخطأ المعرفي الذي يقع فيه الكثير منا في الخلط بينهما.