تدوينات تونسية

الدولة “الوطنية” وكتابة الحقيقة

الحبيب بوعجيلة
حديث بمناسبة العدالة الانتقالية
تاريخ الدولة البورقيبونوفمبرية الفاشلة في التحديث الثقافي وبناء المواطنة والتنمية الاقتصادية وتصريف المياه مقارنة بنظيراتها الافريقية والاسيوية المستقلة في نفس تاريخ استقلالها…
هذا التاريخ يصبح سردية مقدسة ومشروعا سلفيا يتقدم به فاسدو السياسة والاعلام والثقافة والاقتصاد من خريجي ومستفيدي السيستام والدولة الزبونية..
هذا التاريخ يصبح حرما مقدسا يخاف من نقده واثبات خوره كل من يريد ان يقدم نفسه حزبا ديمقراطيا مدنيا وعلى راسهم الاسلاميون و القوميون واليسار الوطني الذين من المفروض ان ولادتهم كانت اعلان فشل دولة التبعية والعمالة والفساد والحزب الواحد والمستبد الواحد…
هذا دليل على حجم الارهاب الفكري الذي منع المثقف الوطني العضوي من انجاز نقده الجذري العلمي لتاريخ دساترة فرنسا الاستعمارية بعد نجاحهم في الخمسينات في تصفية التيار الوطني من حزب الثعالبي وحزب الدستور الجديد والزيتونة والساحة الثقافية…
لن تنجح الشعوب العربية في تحقيق انتقالها الديمقراطي الوطني ما لم تقم بتصفية حسابها التاريخي مع النخب الكولونيالية التي تولت حكم.. نظم الاستقلالات المزيفة.. المسماة “دولا وطنية”…
التكتيك السياسي لا علاقة له بكتابة التاريخ الحقيقي لامتنا كتابة موضوعية لكشف ادوار الماسونية والصهيونية والاستعمار الجديد المتبلورة في خمسينات القرن الماضي بخططها الجديدة في التعامل مع الشرق الاسلامي.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock