تساؤلات مأساويّة بخصوص قضيّة ضحايا التعذيب والمعاناة
نضال السالمي
1. ما الّذي يجعل قلوب كثيرٍ من النّاس عصيّة على التّعاطف العميق مع الضّحايا ؟؟.. أتحدث خصوصا عن جزء كبير من أنصار الأحزاب التجمعيّة و أنصار اليسار الجبهاوي.. ماذا حدث داخل مساراتهم الروحيّة ليصلوا إلى هذه الهاوية المرعبة من الإنحطاط الإنساني ؟؟ وهل يمكن لمن يفتقد لأدنى مقوّمات الروحانيّة الإنسانيّة أن يبني حزبا يسعى لإنقاذ الإنسان والوطن ؟؟؟
2. هل توجد قضيّة ما في علوم السّياسة وما جاورها أكثر عمقا وأهميّة من قضيّة هؤلاء الضّحايا الّذين تعرّضوا لأبشع أنواع التّنكيل والإهانة لا لشيء إلّا لأنّهم يحملون أفكارا، آراء شخصيّة جدّا أحيانا وفي أحيان أخرى لا لشيء.. لا لشيء… عدا وجودهم صدفة في طريق الجلّادين أثناء مسيرهم إلى المسلخ الحداثي حيث ترفرف بشائر النّمط السّعيد ؟؟
3. كيف يشعر الإنسان الّذي قد حرّض ذيّاك الزّمان على أولئك الضّحايا، أو كلّ من مارس الشّماتة والتشفّي والحقد والتّحريض على هؤلاء الّذين آكتشفنا حجم برائتهم ومظلوميّتهم وعظمة قضاياهم ؟؟ هل لا يزال حقّا ضمن دائرة الإنسان ؟؟
4. لماذا لا نرى أحدا من المثقّفين والثوّار والنّخبة يدعو إلى زيارة الضّحايا ضمن قوافل إنسانيّة ؟؟ لماذا لا يسعون لتكريمهم ضمن حفلات خاصة.. ندوات.. ومنحهم الهدايا والأوسمة وباقات الورود ؟؟
هل فهمتم لماذا لا أعتبر نفسي من النّخبة ؟؟ نخبة البف بف.. كما قال كبير المشعوذين السيّد الرّئيس.
5. لماذا يعبّر الناس عن تعاطف عقيم وأجوف مع الضّحايا سرعان ما يمرّ ويلفّه النّسيان والجحود ؟؟
عند زيارتي الفارطة للسيّدة الأسطورية بسمة البلعي.. عبّر خمسون شخصا على الإستعداد الفوري لزيارتها معي.. ثمّ لم أرى غير خمسة أشخاص.. كذلك حين طرحت فكرة مساعدة كثير من الضحايا الّذين قابلتهم شخصيّا ماديّا فقد عبّر كثيرون عن أتمّ الإستعداد ثمّ سرعان ما تبخّروا..؟؟؟
طبعا.. أنا لن أتوقّف مطلقا برغم العراقيل والصّعوبات عن القيام بدوري الإنساني.. لأنّ الإنسان أحبابي حكاية طويلة وعظيمة لا تتوقّف عند شكل الهيكل العظمي وإصدار هذه الأصوات الّتي نُسمّيها كلامًا..
الإنسان.. إنّه الطّريق الطّويل المزدهر بالحبّ والتّضحيات.. طريقنا المحتوم إلى الحقيقة.