كمال الشارني
Les néo-dictateurs
تماما كما ثمة مفاهيم لـ “المحافظون الجدد، العنصريون الجدد، المستعمرون الجدد”، بصفتهم حالة متطورة وجديدة لمفهوم انتهى بحركة التاريخ إنما يحاول إعادة اختراع نفسه، فإنه علينا في تونس أن نخترع مفهوما لـ “الدكتاتوريون الجدد، Les néo-dictateurs” أي المنظرون الجدد لنظام القمع المنهار، لفكرة أن التعذيب والقتل عمل عادي ضروري لكي “يبقى في الحكم من هو فيه” أيا كان عدد القتلى أو المساجين، أنا أتحدث عن هؤلاء الذين يتخفون عبثا وراء العداء لرئيسة هيئة الحقيقة والكرامة للدعوة غير الشجاعة إلى إيقاف عملية المحاسبة الأخلاقية والتاريخية لأنظمة القمع الذي لم يسلم منها إلا من كان فيها،
فقط، ما ينقصنا، هي شجاعة هؤلاء الديكتاتوريين الجدد، ليكونوا صرحاء معنا، فيقولوا لنا: “كنتم تستحقون التعذيب والقتل تحت التعذيب، وسنعود إليكم، أيا كانت توجهاتكم أو أفكاركم”،
القمع يعيد إنتاج نفسه

كمال الشارني