إعلام العار يتجاهل صانع معجزة ماليزيا الاقتصادية
“من العقل أن ترفض البقاء متخلفا بينما تستطيع أن تنهض” هكذا قال عنوان أحد الكتب التي صدرت عنه… هو عاقل في زمن الجنون… إنّه الدكتور مهاتير محمد Dr. Mahathir bin Mohamad صاحب الإنجازات الصناعية والمالية والمعمارية وصاحب المعجزة والنهضة الاقتصادية التي شهدتها ماليزيا خلال فترة التسعينات،
رجل مسلم ولد في العاشر من ديسمبر من سنة 1925 في دولة عدد سكانها 30 مليون نسمة، تقع في جنوب شرق آسيا مكونة من 13 ولاية وثلاثة أقاليم اتحادية، بمساحة كلية تبلغ 329,845 كم ومتعددة الديانات (18 ديانة: 60.4% من السكان مسلمون، 19.2% بوذيون، 9.1% مسيحيون، الهندوس 6.3%، 2.6% يمارس الكونفوشية والطاوية وغيرها من الديانات التقليدية الصينية، 0.9% ملحدون وما تبقى من الأديان هي الإحيائية والدين الشعبي والسيخية).
درس الدكتور ميهاتير محمد علوم الطب بسنغافورة ثم درس العلاقات والشؤون الدولية بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1967. تولّى رئاسة الوزراء في ماليزيا سنة 1981. حقّق ثورة صناعية نقلت ماليزيا من صف الدول الزراعية النامية التي تعيش في الغابات وتعمل فى مجال زراعة المطاط، والموز، والأناناس، وصيد الأسماك إلى دولة صناعية ذات نهضة اقتصادية عالية.
الدكتور مهاتير محمد نهض بالتعليم والبحث العلمي ووصلت مداخيل القطاع السياحي بعد 10 سنوات من حكمه إلى 20 مليار دولار بدلاً من 900 مليون دولار عام تسلمه لمقاليد الحكم سنة 1981 لتصل الآن إلى 33 مليار دولار سنوياً. أنشأ أكبر جامعة إسلامية على وجه الأرض، أصبحت فيما بعد من أهم خمسمائة جامعة فى العالم. أنشئ أكثر من 15 ألف مشروع صناعي، بإجمالي رأس مال وصل إلى 220 مليار دولار. نهض بماليزيا من أسفل سلم البلدان النامية لتتربع على قمة الدول الناهضة والصاعدة، لتصبح رابع قوة اقتصادية فى آسيا بعد الصين، واليابان، والهند. زاد دخل الفرد فيها من 100 دولار في عام 1981 عندما تسلم الحكم إلى 16 ألف دولار سنوياً. ووصل الاحتياطى النقدى في ماليزيا من 3 مليارات إلى 98 ملياراً حينما غادر سدّة الحكم.
فى 2003 وبعد 21 سنة، قرر بإرادته المنفردة أن يترك الجمل بما حمل، اعتزال العمل السياسي واستقالته من جميع مناصبه الحزبية، تاركاً لمن يخلفه «خريطة وخطة عمل» اسمها «عشرين.. عشرين».. أى شكل ماليزيا عام 2020.
ولهذا سوف يسجل التاريخ: «أن هذا المسلم» اعتمد على الله، وعلى إرادته، وعزيمته، وصدقه، وراهن على سواعد شعبه وعقول أبنائه ليضع بلده على «الخريطة العالمية»، فيحترمه الناس، ويرفعوا له القبعة!
أقف احتراماً لهذا الرجل العظيم والقائد الإسلامي الكبير مهاتير محمد الّذي لم يأت على ذكره اعلام العار والدعارة خلال زيارته لتونس على هامش المؤتمر الدولي للاستثمار “تونس 2020”.
أقف احتراما للرجل الذي قاد ماليزيا نحو نهضة اقتصادية شاملة كبرى لينقلها من دولة متنازعة الأعراق إلى كيان سياسي موحد ومن اقتصاد متخلف يعتمد على الزراعة إلى اقتصاد صناعي يضرب به المثل في سرعة التقدم.. أفكاره صنعت معجزة النهضة التي طبقها سنة 1981 ووضع خطتها حتى 2020… أي أن أفكاره مازالت تقود ماليزيا حتى بعد اعتزاله منصبه سنة 2003.