لستم ملائكة !

عبد اللطيف علوي
ما قالته ليلى عطيّة الله رئيسة تحرير قسم الأخبار بقناة TNN المطرودة ليس فيه، في حدّ ذاته، إدانة مسبقة لأيّ طرف، وإنّما هو مجموعة من المعطيات والمؤشّرات، الّتي إن ثبتت، فهي تستحقّ التّوضيح ممّن يهمّهم الأمر، والمعالجة من الجهات القضائية والإعلامية والسياسية المعنيّة…
ولذلك فإنّه من المعيب، أن تتعرّض الصحفيّة المذكورة إلى حملة مسعورة من السّبّ والقذف والتّشويه والتّكذيب، لمجرّد أنّها ذكرت جهات وأسماء، يعتبرها بعض الصّغار مقدّسة أصالة، ولا يجوز مجرّد الإشارة إليها ولو في معرض البحث والتّحقيق…
النّهضة لم تقدّم نفسها يوما على أنّها حزب أولياء صالحين أو أنبياء، وإذا ارتبط اسمها بأيّة شبهة، فإنّ أفضل سبيل للدّفاع عنها هو أن تطالبها بالتّوضيح المقنع الّذي يدرأ تلك الشّبهات…
ما يزعجني في هذا الأمر، هو أنّ بعض النّاس لا يفرّقون بين انتمائهم للحزب وعلاقتهم بالأشخاص داخله، مهما كان اعتبارهم…
الأشخاص يحاسبون كما يحاسب كلّ النّاس ولا يجب أن يمنحهم انتماؤهم للحركة أيّة حصانة أو يجعلهم فوق الشّبهات… والحركة لا تكون نزيهة وذات مصداقيّة إلاّ بقدر حرصها على الشّفافيّة ورفع الحصانة عن أيّ شخص ينتمي إليها خدمة للحقيقة وحدها، ولا شيء غير الحقيقة…
لا يجب أن يكون هناك أناس مبرّئين من كلّ ما ينسب إليهم بشكل مسبق، أو مدانين بشكل مسبق.
السّيّد لطفي زيتون ذكر اسمه في سياق ما ذكر، وهو مطالب بأن يدحض ما وجّه إليه بما يقنع النّاس، وحملات المساندة القائمة على الحميّة والعصبيّة في مثل هذه الوضعيّات لا قيمة لها، مثلما أنّ حملات التّهجّم المجاني أيضا لا قيمة لها…
بلقاسم الفرشيشي وتوفيق بن عمار أيضا مدعوّان إلى توضيح حقيقة التداخل بين السياسي والإعلاميّ وفرض خطّ تحريريّ أقلّ ما يقال فيه إنّه إقصائيّ فاسد ومتخلّف…
الحركة أيضا مطالبة ببيان حدود الدّور الذي يقوم به جماعة الشباب الذين زاروا القصر الرئاسيّ وحسبوا عليها، والكشف عن أجنداتهم إن كانت لا تلزم الحركة…
إدارة القناة مطالبة أيضا باحترام قوانين الشّغل والكفّ عن كلّ أشغال التّشغيل الهشّ الذي يقوم على التّحيّل، هذا إن ثبت طبعا ما نسب إليها…
الخلاصة…
أنا مع ليلى عطيّة الله إلى أن يثبت أنّها على خطأ، وضدّها إلى أن يثبت أنّها على صواب…
أنا مع ثقافة المحاسبة لكلّ من تسعى به قدم على هذه الأرض…
وأهمس إلى كتائب السّخرة الفايسبوكيّة من هذا الطرف أو من ذاك:
كفّوا عن شيطنة النّاس، فلستم ملائكة!

Exit mobile version