ربما لست متأكدا ان جلول مع جلول، وهذا يزيدني يقينا أن فهمي المتواضع لا يميز معارضيه من بين مناصريه.
مدرسة جلول ليست مدرستي ولا هي مدرسة المسعدي او مزالي ولا هي مدرسة سالم لخضر ولا هي مدرسة أبنائي،
هل توجد ثوابت في صاحب الإصلاح البهلواني اليساري الندائي، اللهم استعجال الزحف نحو السلطة بعد أن بات كرسي رئاسة الحكومة مستباحا،
هل ان المشاركين في لجان الإصلاح الذين تم جلبهم من مرجعية متجانسة ضمن السياسات الاستثنائية مع جلول المصلح ؟
– لا شيء يؤكد ذلك. فجلول يركز على الشوو والمشهديات والبلاتوات اكثر من المضامين،
هل ان اليساريين الذين لم ولن يفرّطوا في حقيبة وزارة التربية مع رفيقهم جلول ؟ – بحسب الحراك الاخير فان النيران الصديقة اقرب، فلا شيء يؤكد مساندة اليسار لجلول رغم انه ولد الدّار ذلك،
هل الاتحاد المبني على اليسار ضد جلول ؟
لا شيء يؤكد ذلك، فاذا اضفنا النزعة القومجية على بعض النقابات وحسابات المؤتمر القادم للاتحاد واستحقاقية عدد من المطالب المشروعة يصعب أن يدعم الاتحاد جلول الذي اشتهر بعناده للنقابات.
– هل النهضة التي تعرف جذور جلول الاستئصالية، ضد جلول ؟
– لا شيء يؤكد ذلك ؟
– هل التلاميذ الذين طالبوا بسحل جلول تصرفوا من تلقاء أنفسهم ؟
– لا شيء يثبت عكس ذلك، وان كان التلاميذ ضيعوا لهم البوصلة فلم يعد يفرقون بين حصص الدروس ومواقيت الامتحانات ومواعيد العطل.
بعيدا عن تشنشينة جلول يمكن تأكيد ان :
المدرسة “كيف الكورة بين الذكورة”، وكل يوم تزداد ابتعادا عن التربية والعلم والتأهيل، وتوغل في الافلاس والتجهيل، ولكن ليس جلول وحده المسؤول. فمن كان منا بريئا من إفلاس المنظومة المدرسية فليرفع إصبعه.
اليوم لا احد يستطيع ان ينفي ان الوسط المدرسي أصبح مشتلة للضياع والانحراف وغياب التحصيل، ولا غرابة ان يتحول التلاميذ الى رافضين للسيستام المدرسي برمته ومريدين لسيستامات تنتهي بالانحراف او التدعيش.
الأولياء والمربون والقيمون والإداريون متمسكون بعلاقة سوء الجوار بينهم، وكل طرف يعتقد انه مظلوم ولا مجال ان يفرّط في حقوقه، وبين هؤلاء بقيت مساحات فارغة تتطلب استدعاء كائنات فضائية للقيام بها،
التعليم اصلا بني على عقلية ولي يلهث وراء معدّل يتم انتزاعه بالحشو والدروس الاضافية او ولي متملّح من المدرسة ومن فيها لأسباب مرتبطة بالجهل أو قلة ذات اليد. اما المدرسون فعادة ما يشتغلون على الخمس المتجاوب في القسم وخارج القسم.
صاحبنا جلول وجد مدينة بلا قاض فأقام فيه الأذان بعد أن فهم ان موضوع المدرسة قنطرة عبور :
– حي على الصيانة ولكن بطريقة طل سرفاسير ومعتمد ومن يقوم مقام الشعبة، دون أن ننسى الكاميرا وبشهر المدرسة سيحل المتطوعون في سبيل الله تدهور البنى الأساسية
– حي على التنشيط والفنون والرقص، ولكن بدون خطة واضحة ولا أطر مختصة ولا تنظيم زمني ولا ميزانية، المهم في التقرير والارقام “وآش كون زاد”،
– حي على العطل كل شهر، حتى ان السنة الدراسية لم تنطلق بعد، فقد اضرب الاداريون في الافتتاح واحتار الأساتذة في الامتحانات المستمرة ودخلت عليه العطلة، ومع العودة الثانية انطلقت دورة جديدة للإضرابات التلمذية، فتبعتها عطلة جديدة.
– لا يهم جلول حسن المباني، ونشر الاغاني الكافونية، وبشر بتكافؤ الفرص في الرقص، والاتحاد بشّر بتكافؤ الفرص في الإضراب، والقيمون لا يقومون في الساحات ولا يحرسون المراجعات ولا يرسلون المسجات ولا يشتغلون في الاداريات، والاساتذة مختصون في الإضرابات والنوادي لن تجدها الا في الإحصائيات،
– جلول سيعمم التابلات، وينظف الساحات، وينشر الرقصات، وسيكثر من الحوارات وسيرتجل كل يوم قرارات،
ولكن السؤال الخطير اذا كان خليفة جلول سيكون معلول واخطر من البهلول، فهل سنقول “ما ابركك يا راجل امي الاوّل،
في يوم ما سيذهب جلول وتبقى المدرسة خاوية على عروشها بعد أن نكون قد استنفذنا خراطيش الإصلاح وبعد ضاع الشباب في الزطلة والحرابش والعجز عن التحصيل،
ولا بوصلة ولا مدرسة ولا علم ولا اخلاق،
اليك يا مدرستي…