من كلفة اللاإسلاميين إلى كلفة “قوتهم”

الحبيب بوعجيلة
ماتت الحياة السياسية في عهد بن علي قاعدة التخويف من النهضة وارتخت قبضة بن علي بعد أن تخلص المناضلون الديمقراطيون من هذه الفزاعة الوظيفية وعارضوا بن علي بقطع النظر عن المستفيد.
سيتغوط “البقايا” على مشهد ظنناه قد تعافى بعد الثورة باسم التخويف مرة أخرى من النهضة وسيمنعوننا من طرح اقتراحاتنا الثقافية التحررية لبناء حداثة قوية وغير تابعة للخلاص من احتلال عقول وأرواح أجيالنا باسم الخوف من “الرجعية”…
لم تتمكن الشعوب الناهضة في شرق آسيا وأمريكا اللاتينية أواخر القرن العشرين وأوائل القرن 21 من دخول العصر الكوني إلا بمشروع ثقافي وفكري واجتماعي وطني متحرر من “مركز الهيمنة” الغربي فصنعوا الانسان الوطني الجديد المفعم بعزته الثقافية ليصبح منتجا للعلم والمعرفة والقوة في مجال التكنولوجيا والفكر الفلسفي والفنون والآداب والعلوم الإنسانية.
عبيد الرجل الأبيض وأذيال “الحداثات المزيفة” يواصلون ممارسة كسلهم المعرفي ارتهانا للنماذج الجاهزة والمستوردة في التعليم والتربية والابداع وحراسة لها وادامة لهيمنتها وكل محاولة لكسر ضحالتهم الاستنساخية سيتم وصمها بالرجعية تخويفا لنا من استعادة ذواتنا الفاعلة كما تدعو إلى ذلك أحدث التصورات والاستراتيجيات الوطنية الراهنة للنهوض والتحرر.
نحن مخيرون بين البقاء رهائن لعملاء المخابرات الفكرية والعلمية والثقافية ووكلاء ثقافة المركز المحتلين بجهلهم الاستهلاكي المعرفي لوزارات الروح وبين الاتهام بالرجعية والنهضاوية والشوفينية ومعاداة الكونية والتقوقع على فكر قومي متخلف حسب ما يروج هؤلاء المخربون للأرواح الإبداعية للشعوب.
فك الارتباط المعرفي مع المحتلين ووكلائهم أول خطوة على طريق الدخول الى العصر ولتذهب صراعاتكم الحزبية الى الجحيم.