ملاحظات حول وعود “المؤتمر الدولي للاستثمار تونس 2020”
الأمين البوعزيزي
مع يقين كون المستثمرين الأجانب ليسوا في وضع الآية الكريمة، خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ…
ومع يقين كون الاستثمار الأجنبي يستثمر حيث القطاعات الرابحة لا حيث القطاعات التي تلبّي مطالب اجتماعية وتحفظ قرارات سيادية…
لنفكّر لبراليا من داخل منطق المستثمرين، ونتساءل:
لماذا تونس 2020 وليس تونس اليوم؟
الوعود كلها تأتي في سياق #تثبيت_تحوّل_لبرالي_سياسة_واقتصادا،
– لحمايته من مخططات الارتكاس نحو ما كان عليه زمن صانع جريمة السّابع، مؤسس المنوال الكلبتوقراطي (حيث الثروة استولى عليها اللصوص، والسياسة استولى عليها البوليس).
– وحمايته من أيّ جموح مواطني اجتماعي يدفع بالمسار نحو النموذج الجمني الظافر الذي أصبح يُغري ضحايا السوق بتعميمه…
وهذا يتطلب مراقبة الوضع إلى حدود سنة 2020، التي من المفترض تسبقها انتخابات بلدية وأخرى برلمانية وثالثة رئاسية، ويسبقها أيضا تبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود في المؤسسات القضائية والأمنية والمشهد الإعلامي… وهذا كله مطلوب انجازه وفق القيم اللبرالية والاّ لا حلّت لا ربْطت لدى الواعدين بالاستثمار.. انسجاما مع استراتيجيات هيمنة عولمية أصبحت تقوم على مخطط لبرلة آخر جيوب نظم اللصوص البوليسية التي يحمّلونها مسؤولية تفريخ الحركات الإرهابية…
معناها شقوق عصابة السرّاق وكلابها النبّاحة وكل الطامعين في العودة الى زمن اللصوص والبوليس ونخب الاستئصال، يمصمصو ويمضمضو بالجافال ويمسحو بالكاغط الأحرش…
ــــــــــــــــــــ وحدهم المواطنيون يواصلون معركة الذبّ عن كبرياء وطني اجتماعي يُراد وأده على موائد القتلة الاقتصاديين…
المعركة شاقة… لكن النصر ليس مستحيلا… شريطة تحرر ضحايا السوق من أمراض الاستقطاب الهووي الذي تنصب فخاخه عصابة السراق وتنفّذه نخب وظيفية، مأجورة، حقيرة…